أفضل نتيجة لأنباء التعديل الوزاري هي تعطيل عمل الوزارء بين الإنتظار والترقب .
التعديل الوزاري يتصدر قائمة إهتمام المتابعين للحكومة , يهم الصحفيين بالدرجة الأولى في سياق الإثارة ويهم الفضوليين أيضا في سياق التفاخر بكشف الأسرار والقرب من موائد صنع القرار , لكنه يهم أصدقاء الوزراء المغادرين ومثلهم الوزراء القادمين .
على سيرة معرفة الأسرار , هناك صديق لا يمل متابعة هذه القضايا فلا تكاد الحكومة تتشكل إلا ويبدأ الحديث عن التعديل وفي جعبته دائما قائمة بأسماء جاهزة ومنتقاة بعناية , وكنت أود أن أقترح على رئيس الوزراء أن يفاوضه للحصول على قائمته فلا أظن أن أحدا لديه مثل هذه القائمة ففيها أسماء لا تخطر على بال , وأظن أن رئيس الوزراء سيستفيد منها وتعفيه من أن يدوخ في البحث عن وزراء .
الشعب الأردني كله جاهز نساء ورجالا لأن يكونوا وزراء , أنظر الى الإختصاصات التي يتم «تلبيسها « للحقائب الوزارية وتعرف بنفسك .
ذات الصديق وضع في قائمته أسماء لا تعد ولا تحصى لكنه نسي نفسه , ولما سألته لماذا , قال : ما لي أنا ومال هالشغلة !!.
لا نتوقف كشعب في العادة عند أسباب التعديل الوزاري , ونؤمن بأن التغيير سنة الحياة وكلما نر الوقت تصبح هذه السنة عادة سيئة فلا تغيير يتم في جوهر الأمور , وسرعان ما نمل ونبدأ بمطالبات خلع الحكومة أو خلع بعض أضراسها المؤلمة , وهي بالمناسبة مؤلمة ليس للإخفاق في الإنجاز أو العمل فهذه معايير ليست موجودة في قاموسنا , هي مؤلمة لذات السبب وهو الملل .
ملعونة مواقع التواصل وخبيث هو الإعلام , فما أن يضع أحدا نصب عينيه حتى تبدأ ماكينة الطخ وأحاديث التغيير .
التعديل الوزاري حدث فعلا فقد أجراه كل منا على هواه وبما يرغب أنظر الى كم الأسرار المفترضة أننا كشفناها على مواقع التواصل وعلى المواقع الإلكترونية , فلماذا سيحتاج رئيس الوزارء الى إجراء تعديل ما دام أن في عالم كل منا الإفتراضي طبعا وزيرا يهواه .
•سؤال عن التعديل من ما وراء البحار .
نعم لدي صديق أعرفه وقد إلتقينا في رحلة صحفية هو صحافي من الهند , بعث لي رسالة فيسبوكية سألني فيها صديقي وإسمه بابو عن التعديل الوزاري , لفرط ما رأي من تفاعل حوله على الفيسبوك تحديدا وبفضل الترجمة التي يتيحها الفيسبوك العجيب لكل اللغات عرف أن القصة كبيرة وكبيرة جدا , أظنه يعتقد أن التعديل إختراع , أو هو إحتفال سنوي يقام في الأردن تهوى له الأفئدة , وعندما أجبته بأن التعديل يعني إستبدال وزراء بآخرين , إكتفي بأن طبع علامة تعجب .
هذا هو صديق آخر من البرتغال هو صحفي عريق زار الأردن غير مرة .
صديقي سيرجيو شاركني الإحتفال بأعياد التعديل الوزاري , فهو على ما قال كان في عمان ذات مرة وعاش التجربة اللذيذة كما وصفها , وإستطرد , يترك الناس لتفكيرهم العنان على أوسع نطاق , لكن المثير هم حجم الأسماء الكثيرة التي تتدفق كمرشحين في عملية الإستبدال وإخلاء المستبعدين , كل هؤلاء وزراء , فقلت نعم يا صديقي , لدينا وزراء يمكننا بهم أن نغطي حكومات العالم إن طلبت .
التعديل الوزاري في الأردن والعالم العربي يثير الإهتمام حول الأشخاص القادمين وأمزجتهم , وهو في العالم المتقدم يثير الترقب حول السياسات والبرامج التي سيأتي بها .
قريبا قد يصبح يوم التعديل عطلة رسمية يضاف الى قائمة الأعياد , فكل تعديل وأنتم بخير.
الرأي.