-1-
الإنسان حيوان سياسي، كما يقول سقراط، لهذا أهرب ما استطعت من الكتابة في السياسة، كي أمارس شيئا من إنسانيتي!
بالمناسبة، مضت أسابيع عدة، لم أشاهد قناة إخبارية، أتابع الأخبار عبر نوافذ «باردة» على النت، أشعر أن صحتي «تحسنت»، وضغطي لم يعد يرتفع، و»السكر» استقرت نسبته في الدم، وصرت أكثر إنسانية وتسامحا!
-2-
قلب الفتى صحن «الكورن فليكس» عن الطاولة الأنيقة، وأخذ يضرب الأرض بيديه وقدميه، صارخًا: أنت لا تحبينني، أنتم تكرهونني! دُهشت الأم، وسألت الفتى، عن سر هذه الثورة، فقال: أريد ساندويتش شطة، أو ملح وفلفل أسمر، كما يأكل صديقي!
-3-
كثيرا ما تشعر أن أيامك مجرد أحلام قيد الانتظار، وأمنيات محتبسة حراريًا في ذاكرة مسيجة بأسلاك شائكة، وكبت متفجر ينداح تعبيرات بلهاء على صفحات الفيسبوك والمدونات السرية، وتغريدات مكتومة على تويتر، وتنهيدات متقطعة لا تكاد تُسمع، وقهر يتناثر شظايا في أحداث عنف أسري أو مجتمعي، أو حتى مع الذات، منذ وقت ليس بالقليل، قررت أن لا أنتظر، فالانتظار نوع من الموت، والحياة مع وقف التنفيذ، مما قرأت عن الانتظار وألهمني كثيرًا: «.. انتظرتك كثيرًا كطفل يغالب النوم بإنتظار ليلة العيد.. إلا أن النعاس قد أخذني مرغمة إلى عالم الأحلام افيق من نومي وأجد أنَّ المطر قد نزل وفاتني الحضور. .. وسيطر علي الحزن كمن فاته سماع صوت تكبيرات العيد ليحس أنَّ العيد كله قد فاته....!!»
-4-
صفحة من دفتر منسي: حبه الأول كان لسيدة فاضلة، رقيقة كنسمة، كان يراها تتنقل بخفة على الإسفلت مخافة أن تؤلمه، متأبطة دفاتر وكتبا مدرسية، وكان يلمح رؤوس أصابعها مغبرة ببقايا طباشير، كانت معلمة وهو تلميذ بالكاد أتم المرحلة الابتدائية، كان كل يوم ينتظرها، يسترق النظر إليها، ولم تكن تراه، حتى ولو التقت عيناها بعينيه! وحين يجن الليل، كان يأخذها معه إلى دفاتر خواطره وأشعاره البرية، يذكر أول سطر كتبه لها على ورقة عريضة لنبات بري لا يعرف اسمه، ضحك صديقاه، ولكن شجعاه على الكتابة، ظل يحبها من طرف واحد، وحتى حينما كبر وطاردته أشباح الكهولة الأولى، لم ينسها، ظل اسمها يحدث رجفة في شرايينه، كان حبا مع وقف التنفيذ، ويبدو أن هذا النمط من الحب، صار ديدن حياته، وأسلوبه في الحياة، عن غير اختيار منه!
خارج النص:
قيل، أن المبدعين يستخدمون الأكاذيب، لقول الحقيقة، أما الساسة، كما أعتقد،
فهم يستخدمون الحقائق، لقول الأكاذيب!
الدستور