اذاعات ال FM ببرامجها الصباحية اليومية تكاد تكون احدى طقوس بداية نهار جديد أو بداية يوم عمل معتاد، كفنجان القهوة والسيجارة ، كقراءة العناوين الرئيسية ومشاهدة الصور على الصفحات الأولى من الجريدة ، وممكن جدا كسماع صوت السيدة فيروز وألحانها الصباحية ، وفي كثير من الأحيان يكون سماع ال FM قبل هذا كله.
كغيري وهم كثر في كل صباح (ما أن ركب الغيار الأول) تبدأ أصابعي بالتنقل على اذاعات ال FM كل نصف دقيقة ومرات كل عشر ثواني (الله وكيلكم) ، هناك سببان لهذا ، أولا : أريد أن أسمع أجمل ما يبث من كل الاذاعات وفي وقت قياسي قبل أن أصل لمكان العمل وتتوقف السيارة (وكأنه واحد لاحقني بعصا) ثانيا : لأهرب من سماع ما لا أحب ... (بدون توضيح).
أصابعي تسمعني أداء صباحي أنثوي لطيف رومانسي وهادئ ، تسمعني أخبار محلية وعالمية وتعليقات اجتماعية بمرافقة موسيقى وأغاني جميلة بطريقة مبتكرة وشبابية ، وتسمعني أيضا الأغاني والأهازيج الوطنية التي ترفع من مستوى المعنوية وتمنحني نشاط عسكري لا مثيل له (وأنا مازلت خلف المقود ومشدود بحزام الأمان) ، وغيرها الكثير ...
كل هذا جميل ورائع ويعكس مدى تقدم الاعلام الاذاعي الأردني واقترابه من المواطن كما ويعكس نجاح تجربة القطاع الخاص والمشترك في هذا المجال ، الى أن اصطاد اصبعي موجة بث لاذاعة تستوقفك لا بل تمنع اصبعك من تغيير موجتها ، فعند سماعها تنقلك من سيارتك الى غرفة عمليات توفر لك كافة المعلومات عن حالة السير ووضع الطرق في مختلف مناطق المملكة اللازمة لوصولك آمن وفي وقت زمني معقول ، لا بل و تجعل منك ناقل و مستقبل للمعلومة المرورية أو الأمنية وأنت في سيارتك من خلال الاتصال المباشر والحي مع رجل الأمن أو المسوؤل من مكان عمله ، هي أمن FM التابعة لمديرية الأمن العام.
أمن FM تعكس مفهوم اعلامي متخصص وجديد ، هو الشرطة المجتمعية ، وهي الناتج عن أقصى درجات التفاعل الايجابي بين المجتمع والشرطة التي هي جزء منه ، فحياتنا تتطور علميا وتكنولوجيا بشكل سريع وهذا يستلزم استراتيجية شرطية طويلة المدى تعتمد على تعاون المواطن مع الجهاز الأمني ، للسيطرة على كافة التجاوزات والجرائم التي هي الأخرى آخذه بالتطور أيضا، فالمتذمر صاحب فكرة شرطي لكل مواطن ، ترد عليه أمن FM وتقول كل مواطن هو شرطي.
بالمناسبة في عائلتي (لا يوجد شرطي واحد لا من قريب ولا من بعيد) ، أقرب شرطي عرفته كان جار لنا في مدينة الزرقاء اسمه المقدم سامر وهذا أيام سيارات الشرطة الأودي الزرقاء أي قبل 10 أعوام وأكثر ... أيام جميلة ، على كل حال أمن FM جعلت منا شرطة في خدمة مجتمعنا ، نراقب الشوارع والسيارات والبيوت والأبنية والمحلات التجارية وكل شيء يعترض طريقنا وتقع أعيننا عليه ، لننقل أي ملحوظة مصدر شك أو مخالفة عبر أمن FM للجهات المعنية ، أبدعتم كغيركم لا بل تميزتم.