في أواسط الثمانينات وجهني المرحوم الاستاذ محمود الكايد رئيس تحرير "الرأي" للعمل في قسم الشؤون المحلية ، نصحني اكثر من زميل داخل الرأي وخارجها بأن هذا القسم كله تعب ووجع راس ..

لم احفل كثيرا بآرائهم فقد بدد طيب الذكر الاستاذ هاشم خريسات سكرتير التحرير جميع مخاوفي وعلى مدى اكثر من عشر سنوات الى ان انتقل ليكون رئيسا لتحرير صحيفة صوت الشعب الجارة الاقرب الى الرأي، وقد حولني الى ما يشبه تحويل الحديد الى فولاذ.. ولن انسى زملاء آخرين لن اذكرهم حتى لا انسى واحدا منهم.

رافق كل ذلك قراءة الصحف اللبنانية والمصرية والكويتية وغيرها ..التي كانت تصل رئيس التحرير ولا يعبأ بها احد من الزملاء، ففيها نماذج رائعة من الاخبار والمقالات والتحقيقات الصحفية...

كنت حينها اقوم بإجراء مقابلات ولقاءات وتحقيقات صحفية، كما كنت اتابع الشؤون الفلسطينية و النقابية المهنية والعمالية وكذلك الاحزاب السياسية التي ظهرت على الملأ بعد هبة نيسان في اواخر التسعينات...

لقد تأكدت خلال نحو ربع قرن في هذه المهنة المتعبة و الجميلة بان الصحفي الحق يعيش كالذئب من سعي قدميه ويجب ان يكون مثقفا قوي الجسم والعقل معتزا بمؤسسته ومدافعا عنها في مواجهة اي كان، مهما علا شأنه ومكانته.

كنت ابتسم عندما يقول قائل :انها جريدة الحكومة ..فهي وحدها التي نشرت اتفاق أوسلو، وكان صيدي الصحفي، وهي وحدها التي نشرت معاهدة وادي عربة وكانت صيد الزميلة كارولين فرج، وغيرها لا استطيع عدها في هذه العجالة الصحفية.

 

من لبنان... الزميل الاستاذ سمير عطاالله يسمي قسم "الشؤون المحلية" قسم "الشجون المحلية ".. وانا أرى غير ذلك جميل ومفرح ..والله اعلم.