نعم الفقراء لا يحبون السمك يا " سعادة النائب) ، وكما تقول وتشجع حكومتك بفرض مزيد من الضرائب عليهم ، أبشرك أن فقراء البلد لم يعدوا يخافون شيئا ، فهم محاصرون ومحاربون برزق عيالهم من أمثالك من " نواب الصدفة" ، ومن حكومات بلا قلب أو خجل ، مفصومة عن الناس ووجعهم ، ومن طبقة " بسكويت ماري إنطوانيت " تنظر للمواطن صفقة ربح أو إستثمارا " تلحس إصبعها من وراءه " ، أو مشروع يدرّ مالا حتى لو تاجروا بدمه أو عرضه المهم أن يجلس هؤلاء آخر النهار ليروا كم زاد رصيدهم الحرام.
تصريح " النائب الوجه الجديد" هو يمثل المعادلة السائدة الآن في الطبقة الحاكمة ، تزاوج المال السياسي القذر الذي جمع من تجارة خسيسة وليس حلالا ومن كومسيونات وعمولات ورشاوي وعطاءات ، مع السلطة الضعيفة البائسة الخانعة والتي تمد يدها وتحني رقبتها لرجال الأعمال ، بل تتآمر على مواطنيها وتتحالف ضد الفقراء ، وهي الأصل أن الحكومات تدافع عن مصالح الناس أمام تغول رأس المال .
الفقراء لا يحبون السمك وهم مصابون بنقص فيتامين دال وسين وعين ، ويعانون من نقص اليود والحديد ، حتى بيوتهم تعاني هشاشة العظام والإسمنت ، ولكن يا سعادة النائب فقرائنا هم طبقة الناس الطيبين ، وجلّهم من العسكر والفلاحين والمعلمين والعمال وصغار الموظفين ، نعم مصابون بفقر الدم ولكن مشبعون بالوطن وحبه ، ويخافون أن يمسّ أحد بلدهم ، وحتى لو كان دمهم فقيرا من كل عناصر الفيتامينات ، لكن شهامتهم وطيبتهم ومروئتهم تدفعهم لأن يقدموا دمهم وأرواحهم فداء لتراب بلدهم ، وأنت وأمثالك من المتخمين ومن "حديثي النعمة " لو ملكت كل أموال الدنيا والعطاءات والمقاهي والأراجيل ستختبئ بينها أن نادى المنادي أن "حي على السلاح". كفى إستفزازا للناس ، فلم يعد هناك من يحتمل ، لا تحاربوهم برزقهم وخبزهم وكازهم وتعليم أبنائهم ، فالناس تحب الوطن وتسكت ليظل بخير ولكن حذاري من صبر الفقير إذا نفذ ، أو الحليم إذا غضب ، فالناس تحت هذا الضغط لن تسكت طويلا .