في عام 1930 جاء جون باجيت كلوب الملقب بابي حنيك من بغداد الى عمان على بعير .. كانت الطائرات متوفرة والسيارات تذهب الى بغداد وتعود منها . ولكن السفر على بعير في طريق طويلة اغلبها مسرح للغزو القبلي امر يستحق التفكير ... الرجل في الاصل مهندس في الجيش البريطاني . ساهم في وقف الغزوات البدوية على الحدود العراقية السعودية .
واكتسب انصارا ومريدين من بعض رجال القبائل لحقوا به فيما بعد الى عمان . خفّ ( بضم الخاء ) بعير كلوب الذي حمله من بغداد . رسم مسار انبوب النفط من العراق الى حيفا . فالنفط كان ولم يزل عصب الحياة الصناعية وموانئ فلسطين اقرب الى اوروبا من أي ميناء اخر .
استغل الباشا ابو حنيك قوة حدود شرق الاردن التي اسسها فريدريك بيك لوقف بقايا الغزو في منطقة خط الانابيب اولا وظهرت في بلادنا قرى جديدة باسماء محطات الخط ( الاجفور) بدلا من الرويشد و ( الاجفايف ) بدلا من الصفاوي . وامتدت حراسة قوة الحدود الى نهاية مصب الخط في حيفا رغم وجود الجيش البريطاني المستعمر في كل انحاء فلسطين ...
استوعب الملازم ( في قوة الحدود ) محمد الحمد الحنيطي حالة خطر الاستيطان الصهيوني في فلسطين . فنفذ برنامجا لتهريب الاسلحة من لبنان بسيارته العسكرية الغير خاضعة للتفتيش ، يسلمها لحسن سلامه رئيس بلدية اللد . فاغتالته العصابات الصهيونية في احدى رحلاته . تغير مسار الانبوب بعد النكبة عام 1948 ولم يتغير الاهتمام بالبترول والتكالب عليه الى حد الاحتلال والقتل ...
تطور بعير الباشا ابو حنيك بفعل التقدم الحضاري ليصبح اسطولا من حاملات الطائرات والصواريخ ، وفرقا من الدروع . وجنودا مجهزين بكل وسائل الحرب الحديثة . تساندها مجموعة من الاقمار الصناعية تحصي عدد الاطفال في ساحة مدرسة ابتدائية . وتسمع بكاء طفل وليد غفلت امه عن ارضاعه في منتصف الليل . ومع هذا لم يزل الحنيطي وسلامه في المشهد نفسه