لدي (فروة) , قديمة جدا وقد ورثتها عن أبي , وأحيانا في الليل لابد من الذهاب إلى البقالة , إما لشراء السجائر , او لشراء (بنادول ) , وأحيانا لشراء بعض الحاجيات , وقد اعتاد صاحب السوبرماركت المجاور رؤيتي مرتديا (الفروة) ..ولأنه لا يعرف اسمي , سمعته يقول مرة :- (هي إجا ابو فروة) ..
حين ارتديها اشعر أن أخلاقي تتغير , فأنا أمتلك في السيارة (سي دي) لعمر العبداللات , يحمل اسم (ياطروش ياللي ناحرين المراجيب) ..واشعر بالكثير من الدفء حين استمع لهذه الأغنية بمصاحبة (الفروة)...حتى أنني لا أحتاج لتشغيل (الدفايه) في سيارتي .
أول أمس مثلا , أوقفتني دورية , واكتشفت أني نسيت المحفظة التي تحمل فيها كل أوراقي الثبوتية , وحين أخبرت الشرطي بذلك , طلب مني أن أتكلم مع الضابط الموجود في الدورية , وفعلا نزلت من السيارة ممتطيا (الفروة) وحين مشيت إليهم , نظروا إلي بنوع من الشك ...وعلى الفور فردت الفروة وقلت للضابط :- (ناسي الرخصة في الدار) ..فردتها , لأن الوضع خطر ومن الممكن ..أن يستعمل أحدهم (الفروة) لإخفاء حزام ناسف أسفلها ...وحين وصلت للضابط , تحدثت معه ....ضحك وأعجب بالفروة .. وطلب مني المغادرة .
حتى صاحب الصيدلية , حين دخلت عليه أول أمس تراجع خطوات إلى الخلف , كوني كنت ملتحفا الفروة ...لكني على الفور فردتها ..فاطمئن قلبه .
في عمان صارت (فروتي) أداة لقياس مدى حذر الناس , فأنا على الفور حين أدخل مخبزا , أو دكانة , أو صيدلية ..ترصدني العيون , ويبدأ الكل بالسؤال ماذا أخفي تحتها ؟
الناس صارت حذرة , وهذا الأمر ليس عيبا ..ولا يعتبر مبعثا على القلق فالحذر مطلوب , والناس هنا لايعرفون (الفروة) ليس كل الناس يعرفونها لهذا فحين يشاهدونني فيها , يستغربون المشهد ويساورهم الشك .
لكني أعتز (بفروتي) فحين ارتديها اشعر أن الكل يهابني , حتى الشرطة تنظر لي بنوع من الريبة , صرت اشعر أني رجل ..خطر ,مرهوب الجانب ..تخافه الرجال .
وأنا للعلم غدا أخطط (للكسدرة) في عبدون (بالفروة) ...لهذا وددت أن انبه مدير شرطة العاصمة في حال وجود أي بلاغ عن رجل غريب , يمشي في الشوارع ..(بفروة) , فعليكم أن تعرفوا أنه أنا ..
(أبو فروة) ..قادم .
Hadi.ejjbed@hotmail.com
الرأي