الطراونة للملقي: حصِّلوا الديون من الفاسدين
09-01-2017 01:23 AM
عمون - بعث النائب الدكتور مصلح الطراونة رسالة الى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي جاء فيها :
رسالة الى دولة الرئيس صاحب الولاية العامة مع الاحترام :
" الغني لو سئل عن تحسين العمل والحياة فسوف يقول: نحن نعرف أن البؤس غير مفرح والواقع أن البؤس مادام بعيداً عنا فإننا نتسلح بفكرة أنه غير مفرح. ولكن لا تتوقع منا أن نفعل أي شيء بصدده. نحن آسفون لطبقاتكم الدنيا مثل ما نحن آسفون لقطة جرباء...غير أننا سنقاتل كالمردة ضد أي تحسين لظرفكم. نحن نشعر انكم مأمونون أكثر وأنتم في حالكم هذا. إن الواقع الراهن يناسبنا ولسنا مستعدين لمخاطرة تحريركم حتى بساعة إضافية في اليوم هكذا يا إخوتي الأعزاء إن كان عليكم ان تعرقوا لدفع رحلاتنا إلى إيطاليا فلتعرقوا ولتحل عليكم اللعنة "
هذا مقتبس لجورج أورويل ، قرأته الْيَوْمَ في عيد ميلادي بقدر قراءتي لبيان موازنتنا باحثاً عن بصيص أمل أو ثقب حياة ينفتح على الشعب ، قرأته فوجدت فيه ملخصا لما تسري عليه أمور معالي (علنتان) و دولة (فلان) و سعادة (عليان) ...
بألم شديد ، أراقب ردّات الفعل التي يعبر عنها الشعب بعد قرارات حكومتنا ... بؤس شديد يطالعك من حروفهم ... خوف من مستقبل لا يعلمون طريقه، أو قل تشعبت طرقه حتى اختفى فأصبح سراباً ، ... أخاطبهم و أسمع منهم وكلي خجل ... من حكومة ، تحل أزماتها من جيوب الفقراء ، حكومة تلجأ لجيوب الفقراء كلما ضاقت بها ذات اليد ... تركت المتخمين يزدادون تخمة و الفقراء يزدادون لعنة وبؤسا.
ذات يوم طلب منا استاذ اللغة العربية م في فصل ( عربي ١٠١) مثالاً لتعدي الفعل إلى مفعولين ، فأجاب أحدهم ( سرقت الفقير ماله ) ، حينها غض الأستاذ رغم صحة الجملة قواعديا ، و لكنها أشعلت ثورة في القاعة لعدم أخلاقية المثال ( هو الفقير عنده مال تسرقه !؟!؟ ) ، سمعت العبارة فوقعت صاعقة على أذني ، ما أدركت حينها أنه قرر أن يصحح أخلاقنا في معرض تصحيح لغتنا، ااااااه يا أستاذي تعال أخبرك قصة حكومة تعدى فعلها لمئات المفاعيل من جيب الفقير .
دولة هاني الملقي ، أعجزت حكومتكم عن تحصيل هذا المبلغ من الفاسدين الذين كلما مر الزمن بِنَا اكتشفنا أنهم من أبناء حكومتنا السابقة؟!؟! ... خططكم واستراتيجياتكم و مستشاروكم و زياراتكم و اطلاعاتكم على التجارب النافعة هل ذهبت أدراج الرياح ؟؟! وعودكم لجلالة الملك ، قسمكم الأول و الثاني و بعض أفراد حكومتك تجاوز القسم الثالث أمام رب العباد ، هل حرفت ؟؟ هل أصبحت (واجباتكم الموكولة لخدمة الأمة ) هي ( جباياتكم المأكولة من الأمة ) ؟!؟!
ألا يمكن أن تجبي هذا المبلغ من أرصدة السارقين ؟؟ من علاوات و رواتب أصحاب المعالي الذين غادروا مجلسي الأمة بقانون التقاعد بعد فترة نقاهة بعضها لم يتجاوز الستة أشهر ؟؟؟ ألا تستطيع توفير المبلغ من مخصصات مكاتب الوزراء؟ أم إن (طقم الشاي) لمعالي وزير ، أهم من أسطوانة غاز لعائلة تستدين لتحصل عليها ؟؟ أجربت يا دولة هاني الملقي أن تستدين الدفء ؟؟ ألا تستطيع أن توفر المبلغ من المخصصات لسيارات أصحاب العطوفة والمعالي، أم أن هيبتهم بسيارات موديل عام سابق ستُخدش ؟! أم أن الفقراء كتب عليهم أن يدفعوا ثمن مديونيتكم ؟؟ ألا يمكن توفير هذا المبلغ من اقتطاع بنسبة بسيطة لكل راتب يزيد عن الألف دينار ؟؟ ألا يمكن توفير هذا المبلغ بإيقاف الهدر على مشاريع وهمية أو فاشلة كبدت الحكومة أضعاف ما تريد تأمينه من جيوب الطبقة المسحوقة ؟!؟ و إن كان لابد من الجباية فهناك من يستحق الجباية دون أن يستدين كهل ثمن أسطوانة غاز ليشعر بدفء بطر فيه بعضكم .
أما سمعت عن بلودفيغ إيرهارت مؤسس الاقتصاد الألماني الذي رفض أن يقوم الاقتصاد الألماني في وقته على أكتاف الفقراء، و كانت ألمانيا في ذلك الوقت كما يقول الكركيون كناية عن الخراب (ch راب) ، و طبق نظريته ( اقتصاد السوق الاجتماعي ) القائمة على الاهتمام بالطبقات الدنيا ليقوم الاقتصاد بأكمله ، لست بمعرض نصح بقدر ما أنا بمعرض لوم و أسف أمام هذا الشعب .
سأنهي رسالتي بما بدأت به ، لا تكن كذلك الذي قال ( نحن آسفون لطبقاتكم الدنيا مثل مانحن آسفون لقطة جرباء...غير أننا سنقاتل كالمردة ضد أي تحسين لظرفكم) ، وقاتل كالمارد لتحسين ظروف الشعب ، فهذا ما أقسمت عليه .
النائب الدكتور مصلح الطراونة