أثناء الجولةِ اليومية مِن تصفُحٍ للمواقعِ الإخبارية للإطلاعِ على ما هو معتاد من اخبار لا تزيدُ الا من ارتفاع الكوليسترول وارتفاعٍ في ضغط الدم, فكل خبر يمر على الشاشة الذكية يظهر الألام المتواجدة في عالمنا, وكل خبرٍ ليس الا اكثر مرارةً من قبله.. لكن احياناً وبرحمة من الله تقرأ بين تراكمات الأخبار خبراً تستمد منه شعاع أملٍ للمستقبلٍ الذي يستحقه ابناءنا, فقد قرأتُ امس على هذا الموقع -الذي قررت ان ارسل لهم عليه مقالي علهم ينشرونه مشكورين- خبراً بعنوان "بدء التسجيل لبعثات الجامعات الهنغارية" اثار الخبر الذي لا ناقة لي فيه ولا جمل حباً للإطلاع على موضوع هذه البعثاث وهل كالمعتاد هي"لناس وناس".
بعد الدخول الى الروابط في الخبر علمتُ بأن البعثاث المقدمة تشتمل على كافة المراحل الدراسية لما بعد الثانوية من بكالوريوس وماجيستر ودكتوراة, وتغطي كافة التخصصات للطلبة الأردنيين وهذا ما فاجأني حقيقةً فبحسب موقع البعثاث التابع للحكومة الهنغارية فإن التخصصات موزعة بشكل مختلف بحسب الدول اما الأردن فكافة التخصصات المتاحة من البعثة متاحة لطلبتنا لكافة المراحل و تغطي البعثة بحسب الموقع الهنغاري الطلاب الأردنيين بالمصاريف الكاملة , والرعاية الطبية والسكن, بالإضافة لمصروف جيب.
روادتني نفسي بالتساؤل انحن نظلمُ معالي ناصر جودة الذي يبدو انه يقوم بعلاقاتٍ دولية جيدة ليمنح ابناء الأردن بعثاثٍ للخارج على حساب الدول المستضيفة, لكن ما لزمني كان القليل من التبحر في بحر "جوجل" لأعلم ان يد معالي الناصر بالله جودة مثل يدي تماماً, لا علاقة لهما بالأمر, وأن من يستحق الثناء حقاً هو قنصلنا الفخري في هنغاريا المهندس زيد نفاع الذي لم اسمع بإسمه قبل هذا الخبر او التقي به يوماً, وبالبحث الجوجلي وجدت مقابلة اجراها المهندس زيد نفاع مع صحيفة الكترونية زميلة لموقع عمون, وبحسب المقابلة اكشفت ان جهوده الشخصية هي السبب الرئيس وراء استحضار هذه البعثاث للأردن , فقنصلنا الفخري الذي اختارته الخارجية الأردنية لهذا المنصب كونه رجل اعمال اردني مقيم في هنجاريا ولأن الخارجية تعاني من مشاكل مالية لا تسمح لها بإقامة سفارات في كل عواصم العالم, نفاع كان سبباً في احضار وزير التعليم الأردني الى هنغاريا لتوقيع اتفاقيات نتج عنها هذه المنح للطلبة الأردنين..وما ابهرني ان نفاع رفض ان يستفيد نجله من هذه المنح ,واصر على تدريسه على حسابه الشخصي.
ما زال الوطن بخير هذا ما اقوله وهذا هو ما يدور في قلبي الذي يمتلئ بالسعادة والأمل عندما ارى ان هناك رجالاً يرتقون بأنفسهم ليرتقوا بوطنهم..شكراً للمهندس زيد نفاع الذي يثبتُ لنا ان الخير باقٍ فينا وادعوا الله ان يُكثر من امثال نفاع في وطني.