معروف أن المؤتمر السادس لمنظمة التعاون الإسلامي" منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا"، أقدم في دورته السادسة بعنوان “دورة القدس الشريف والوئام والوحدة"، التي عقدت في العاصمة السنغالية دكار بين 9-11 ديسمبر/كانون أول عام 1991، على إلغاء الجهاد، وإسقاطه كليا ونهائيا من أجندة المؤتمر، ليكون قدم رسالة مبكرة للجميع، أن المسلمين بعيدون عن العنف .
وهذا يعني أن تلك القمة الإسلامية التي شاركت فيها 45 دولة إسلامية، قد أقفلت باب تحرير فلسطين والجولان وأراض عربية محتلة أخرى كانت محتلة، خاصة وان بيان تلك القمة رحب بالجهود "السلمية" المبذولة لحل القضية الفلسطينية، ويبدو أن ذلك القرار كان تمهيدا وأرضية صلبة لاتفاقيات أوسلو.
لم ينفع هذا الإقرار العلني والرسمي أعداء الأمة والإسلام، فقاموا بامتحاننا بفرع الخدمات السرية الإسرائيلية الاستخبارية "ISIS" الملقب بداعش، وخريج جبل الكرمل، ويتكون من خليط من المرتزقة أبرزهم مرتزقة "البلاك ووترز أكاديمي “التي غيرت اسمها مؤخرا لتنجو من الدعاوي القضائية التي أقيمت ضدها في أمريكا من قبل أمريكيين وعراقيين بتهمة ارتكاب جرائم إبادة إنسانية في العراق.
وبالتالي أصبح هناك سلاح لدى الآخر يتهمنا به وسلاح حاد ينهش سمعتنا به، خاصة وان داعش يظهر بمظهر الإسلام، مع أنه لا يحارب إلا المسلمين ولو انه تحرش في مستدمرة إسرائيل على الأقل لوجدنا له عذرا وبعض القبول، لكنه لم يفعل، بل فضح نفسه بأنه اداة أمريكية –إسرائيلية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي وخطة كيفونيم الإسرائيلية.
والسؤال الملح هو: لماذا يصرّ بعض الأئمة وخطباء المساجد على وجود جهاد في سبيل الله، من خلال مهاجمتهم لضحايا اعتداء المطعم التركي قبل أيام، وقول أحد الأئمة على منبر رسول الله أنه كان أجدر بأولئك أن يجاهدوا في سبيل الله بدلا من السفر إلى تركيا.
ليس عذرا لذلك الخطيب جهله بإلغاء الجهاد في سبيل الله قبل أكثر من 25 عاما، ولكنه بالتأكيد كان يدعو لداعش وهذه جريمة لا تغتفر، وعليه فإن مثل هذا الخطيب غير مؤتمن على الوعظ والإرشاد، وهو يقوم بالتخريب على الآباء الذين يحاولون وبعقلانية منقطعة النظير لجم أبنائهم الشباب العاطلين عن العمل والمهمشين، الذين لم يتمكنوا من تكوين أنفسهم، رغم مرور العديد من السنوات على تخرجهم، مع أن أبناء وبنات الذوات يجدون الوظائف العليا ذات الرواتب الفلكية قد فُصلت على مقاسهم.