لم نعد بحاجة إلى رؤيا كرؤيا الملك في قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، عندما رأى سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع عجاف حتى نعرف الوضع الاقتصادي القادم فالمكتوب واضح من عنوانه ، كما لم نعد بحاجة إلى اجتهادات وتكهنات مفسّري الأحلام .. فالأحداث لم تعد تصلنا (sms) ونحن نيام او (تمر كمقطع فيديو في القيلولة) بل بتنا نرى القادم ونحن في كامل يقظتنا وصحوتنا وانتباهنا فالفضائيات والمواقع الإخبارية تبث لنا لحظة بلحظة انكماش وجه العالم الذي يتغيّر بسرعة فائقة كتغير كوب البلاستيك أمام النار ليبدو أكثر تعقيداً وانصهاراً و بشاعة ..
الأحداث متسارعة ، وتحالفات تنفك وتبنى بسرعة كقطع الليجو ، واليمين المتطرّف يزحف على كراسي الحكم في كل دول العالم ، وصراع البقاء هو اللغة الوحيدة المتفق عليها ، فالكل يبحث عن البقاء بغض النظر عن المبدأ او الوسيلة لضمان الديمومة ، المهم الصمود أمام انهيارات «الدومينو» في كل مكان ...أما الوطن العربي فبمجمله شاة هزيلة تنزف دماً في واد مليء بالذئاب الجوعى ..
هذه ليست نظرة تشاؤمية تعبّر عن وجهة نظر شخصية ، هي الصورة على حقيقتها دون تحليل سياسي أنيق، ودون ربطات عنق ، وحقائب دبلوماسية، واتصالات هاتفية، ولقاءات ثنائية..هذا ما نراه وما سنراه في قادم الأيام...
بعد عشرة أيام تقريباً ،سوف يتسلّم «دونالد ترامب» كامل صلاحياته الدستورية في أمريكا ، وسوف تبدأ الألعاب النارية في كل مكان ، ألعاب من وجهة نظر ترامب لكنها نارية من وجهة نظرنا نحن كدول عربية وعالم ثالث ، تصريحات ،قرارات، دعم غير محدود للكيان الإسرائيلي ، عقوبات، قطع علاقات..وكل ما يمكن ان يخطر على بال بشر..
شخصياً، ليس بيدي شيء أفعله ليس عندي وزارة تخطيط ولا مالية ولا تموين ، كل ما أملكه هو جمهوريتي الصغيرة بيتي 120مترا مربعا، وشأني شأن باقي الدول في الحفاظ على بقائها..فقد رفعت المخزون الاستراتيجي»للمونة « من كل شيء..7 قطرميزات مقدوس، 7 قطرميزات زيتون ، 4 تنكات زيت زيتون ، مدّ عدس ، ومثله رفيعة وسميدة و مد من طحين قمح...تحسباً لأي تغييرات إقليمية طارئة...
أمّنا «ألمقدوسات والمكبوسات» وزرعنا الأرضيات وليفعلوا بهذا العالم المختطف ما شاؤوا ..
وغطيني يا ايفانكا ترامب.
الراي