بين البطاقتين الذكية والغبية
د. محمد حيدر محيلان
07-01-2017 08:02 PM
ان مشروع البطاقة الذكية – التي من المفروض بدأ العمل بها منذ منتصف العام الماضي لتكون بديلة لبطاقة الأحوال المدنية - الغبية أو غير الذكية - الحالية - تتضمن خمس خدمات أو خصائص أساسية تشمل: المعلومات الشخصية عن المواطن: صورته، البصمة العشرية (بصمة اليد)، بصمة العين، التوقيع الإلكتروني (التوقيع الرقمي)، وبكونها بطاقة تعريفية للمواطن في المعاملات المختلفة، وهي اقصد الذكية: وحسب وزارة تكنولوجيا المعلومات :( تحمل شريحة الكترونية بسعة تبلغ 144 "كيلوبايت" - تحمل مواصفات وخصائص "عالمية" تجعلها مهيأة لإضافة خدمات وخصائص أخرى مستقبلا بعد انتهاء المرحلة الأولى وبالتدريج، كالتأمين الصحي، والمعونة الوطنية، الضريبة، والضمان الاجتماعي، وغيرها من الخدمات والتطبيقات، حيث سيعتمد إضافة هذه الخدمات والتطبيقات الإضافية في المستقبل على جاهزة المؤسسات المعنية تقنيا وفنيا، والدعم التشريعي والقانوني لإدخال مثل هذه التطبيقات) انتهى الاقتباس.
فهل نحن مهيأون من ناحية البنية التحتية والفنية والتشريعية لتكملة المراحل المتبقية لتستكمل ذكاءها ؟؟ وكيف نشتري العربة قبل الحصان أوليس من المفروض ان نشتري الحصان اولاً ثم نهيء التوابع له من السرج والعنان والعربة والعلف وغيرها ...في كل دول العالم المتحضر وحتى العربي والخليجي الذي نحن كنا سابقين لهم من حيث استقدام وتعليم تكنولوجيا المعلومات وكان لنا السيق في تصدير الكفاءات والخبرات للخليج العربي، الا انها سبقتنا في تجهيز وتنفيذ الحكومة والادارة الاليكترونية الشاملة في القطاع العام والخاص- اقصد الحليج العربي - ونحن ما زلنا نعمل على ابجدية واوليات الادارة الاليكترونية...
تفرع عن الحكومة الاليكترونية في العالم الغربي ما يسمى (البطاقة الذكية) التي تضم وتختزل في شريحتها كل الخدمات التي يحتاجها المواطن من الامور المالية والاستثمار والقروض الى الصحية من تامين المستشفيات الى التامين على الحياة الى المعاملات الحكومية تجديد الرخص ودفع الرسوم والاجور والضرائب ثم الى الدراسات الانسانية والاجتماعية ودراسات الديموغرافيا والسكان والتنمية ودراسات الواقع الاجتماعي لطبقات المجتمع والكشف عن خبايا الامور التي تحتاجها الحكومة لخدمة المواطنين وليس فقط عن اماكن تواجدهم ومواقعهم حسب الشريحة غير التلامسية التي يمكن استخدامها لغايات امنية.
المفروض وحسب خطة الحكومة ان تكون صدرت حوالي 3 ملايين بطاقة ذكية بعد مرور ما يقارب العام على بداية اصدارها، ولا ندري هل تم ذلك ام لا ؟ غير انه وحسب البعض الذين احتصلوا علي بطاقة ذكية : انه لا يوجد فرق بين الغبية والذكية سوى الميزة الامنية فانت من خلال (الذكية) مفصل و(مشرح) على الشريحة من الشيفرة الوراثية و(الدي أن أيه) الى لون اظافر يدك ولون عيونك
وللمقارنة تحتوي بطاقة الأحوال المدنية الحالية غير الذكية او الغبية على معلومات شخصية: الاسم باللغة العربية والإنجليزية والرقم الوطني واسم الأم ومكان وتاريخ الولادة ومكان الإقامة وتاريخ الإصدار والانتهاء ومكان إصدار الهوية والديانة والجنس، إضافة إلى الصورة الشخصية لصاحب الهوية،وتتميز الذكية بخصائص أساسية هي ، بصمة العين، البصمة العشرية (اليد)، التوقيع الإلكتروني، وأنا لغاية الان لا ارى اختلاف يذكر بين البطاقتين الغبية والذكية سوى اخفاء او اختفاء الديانة.
وحسب وزارة تكنولوجيا المعلومات إن المشروع بلغت كلفته نحو 25 مليون دينار في مرحلته الأولى – اما في المراحل الاخرى فليس لدي معلومات كم مليون ستكلف ؟؟ ولن نتمكن من الانتقال الى المراحل الاخرى بدون جهوزية للبنى التحتية التي ذكرنا انها غير مهيأة لدينا !! أتسائل اذا كان لا يوجد فروقات تذكر بين البطاقتين الغبية والذكية ولن نستطيع الانتقال للمراحل المتقدمة والمميزة والمفيدة من البطاقة الذكية بسبب عدم التهيأة الاولية لاستعمال هكذا بطاقة فمن دفعنا لهكذا مقلب كلفنا الملايين واين التخطيط الذكي لهكذا مشاريع ؟؟ وهل تم فعلا التخطيط قبل الشروع بالتنفيذ؟؟ وكيف لم نتعلم من الاخطاء السابقة امثال الباص السريع وغيره الكثير ...علما بان هناك مشاريع ذكية تتقدم اولويتها على البطاقة الذكية ومن يلتفت لها هو ذكي ونبيه ايضا ووطني ومنتمي ومتحضر....