هذه كلمة وردت بآية في سورة الحجرات ،﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6 ) ﴾.
وهي أيضا عنوان مبادرة انطلقت مؤخرا في ماليزيا ، "فتبينوا" هي الرد الرباني الجميل على الشائعات وعلى مطلقيها ، ونحن بأمسّ الحاجة اليوم إليها وفهمها في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الناس .. التبيّن يقصد به التأني والتثّبت في استقبال الخبر وعدم تصديقه ، وأيضا عدم الاستعجال في نقله والتسابق في نسخه دون تمحيص أو دراية .
شاهدنا في بلدنا مؤخرا ، كيف يستسهل الناس نقل الأخبار الكاذبة ، وقذف الآخرين ونعتهم بالفساد وقلة الأخلاق ، ولربما هم بعيدون عن ذلك أو بريؤون ولكنهم لم " يتبيّنوا" مصدر الخبر أو الإشاعة ، وهم لا يعلمون خطورة ذلك على الشخص نفسه أو عائلته ، ولربما الطعن بشرفه ولا سيما إن كانت أنثى لا قدر الله.
خطورة الإشاعة هذه الأيام في سرعة نقلها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وفي خطورة تصديقها ، وبالتالي يصبح الشخص المقصود متهما بعيون الناس والمجتمع ، ويحاول الدفاع عن نفسه وعائلته وهو البريء ، ولربما هو ضحية خطأ معين أو ضحية ابتزاز من جهات إعلامية أو سياسية.
عشنا جميعا أحداثاً كثيرة في الأيام الأخيرة ، ولربما أخطرها أحداث إربد وأحداث الكرك الإرهابية ، وكيف كان الناس يتناقلون الإشاعات والتي تمس أرواح أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، ووصل الأمر بأن تم تناقل أسماء الشهداء دون توكيد ، ودون مراعاة لمشاعر أهل الشهداء ، وأيضا ولم يستشعروا حساسية نقل المعلومات العسكرية وأنها تمس سرية العمليات وأرواح مشتركيها.
في ظل ظهور ما يسمّى " بالمواطن الصحفي " ، يتطلّب منا جمعيا الالتزام بمفهوم :" فتبيّنوا" وأن أخلاقيات النقل الإعلامي وصناعة الخبر تحتاج الأناة والتأكد والتثبّت ، وأن ندرك أن هناك مخاطر تترصد بالمجتمع من جراء الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي ونقل الإشاعات.