امتحان الثانوية العامة كما يجب أن يكون
عريب الخطيب
07-01-2017 07:01 PM
بعد الجهود الجبارة والمميزة التي بذلتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الأربع الماضية في ضبط امتحان الثانوية العامة، وبعد ان عانى المجتمع وأبناؤه من التشويه الذي لحق بالامتحان خلال العقود السابقة من مظاهر للعنف واقتحام للقاعات بهدف تغشيش الطلبة حيث أصبح الغش سمة ترافق الامتحان في دورته الصيفية والشتوية ومصدر قلق للتربويين والقائمين على الامتحان, هذه الظاهرة التي سادت غالبية القاعات في مختلف مناطق المملكة وما تبعها من تكسير للقاعات وتهجم على المراقبين لإيصال الاجابات للطلبة ,هذا الامر كان من أكبر التشوهات التي لحقت بالامتحان وأساءت الى سمعته ,إلا أن جهود وزارة التربية والتعليم وما بذلته من إجراءات في ضبط الامتحان ,أعادت له هيبته وسمعته المفقودة وأصبحت تلك السمعة الطيبة محطة وقفت عندها أقلام عديدة أشادت بالامتحان وسمعته وهيبته وانتهاء مرحلة سيئة مَرَت على الطلبة والوطن والتربية والتعليم.
والآن وبعد انتهاء هذه المعاناة, نستطيع القول أن وزارة التربية والتعليم متمثلة بوزيرها الدكتور محمد الذنيبات والذي يعود له الفضل في إعادة الهيبة والتي أصبحت ميزة الامتحان في عهده الذي نجح فيه بإدارة أزمة الامتحان والسيطرة على التشويهات التي لحقته وإزالتها بعد أن أصبح مصدر سخرية واستهزاء ذات يوم عند الجميع وليس على المستوى الوطني بل على مستوى الدول المجاورة.
انتهاء المعاناة تعني انتهاء الأزمة, وانتهاء الازمة تعني تَمَيزْ الامتحان في أن يكون كما يجب ان يكون, امتحان عادي يعتاد عليه الطلبة ويقبلونه دون خوف أو رعب وكأنه مثل أي امتحان يُجرى في المدرسة خلال المرحلة التي يكتسب فيها الطالب العلم والمعرفة, وامتحان يصل بالأقلام أن تتوقف عن المديح والاشادة بعودة الهيبة والتغني بالمجد المسترد كونه أصبح أمر عادي يلمسه الجميع ويتعايشون مع وضعية ضبط الامور وسيرها في الطريق الصحيح والذي كما يجب ان يكون .
ومع اعتياد الطلبة على الامتحان ,يزول القلق بمجرد أن تصل رسالة وزارة التربية والتعليم الى الاهل بأن الامتحان يسير في مساره السليم وكما تريد له الوزارة أن يكون, فلا تشويش ولا عنف ولا غش ولا أي اساءه لسمعته تحول دون تحقيق العدالة والمساواة بين المتقدمين من ابناءنا الطلبة ,فما تزرعه أيديهم ,يحصدونه بعدالة وشفافية وتنافس شريف بينهم جميعا.
ولا ننسى العقوبات التي فرضتها وزارة التربية والتعليم على الطلبة المخالفين والتي أسهمت فعلياً في خلق جيل يشعر بالمسؤولية وأنه مُعَرضُ لأن يُطبق عليه القانون وبعدالة فلا يتجرأ ويُقدم على مخالفات في دورات لاحقة, هذه القوانين التي تم تطبيقها على المخالفين دون استثناء أي مخالف كانت سبباً في تحقيق السعادة والراحة عند أهالي الطلبة لما تحمل من قيم تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع في الحقوق والمطالب وأن لا احد فوق القانون, كل هذا ساهم في عودة الامتحان الى مكانه الصحيح وكما يجب ان يكون.
ومن الجدير بالذكر ان الاخطاء التي وقعت فيها وزارة التربية والتعليم سابقا من فشل في ادارة الامتحان ,كانت دروساً للغير في معرفة أسباب الفشل وأخذ العِبَر وتصحيح المسيرة وإدارة الدفة بشكل أفضل حقق لنا ما وصل اليه الامتحان هذه الدورة والدورات السابقة من نجاح ,تلك الفرصة التي أتاحت للبعض أن يتعلموا من فشل البعض ,فصنعوا قصص نجاح لهم وحققوا سمعة وهيبة ارتبطت بأسمائهم التي لن تزول حتى لو ذهبوا الى مواقع أخرى, بصمات من النجاح والتميز لم يحققها من سبقهم,,, جعلت من امتحان الثانوية العامة امتحاناً عادي اًلا يقلق الناس, كل الشكر والتقدير لمعالي وزير التربية والتعليم الذي تميز عهده بعودة الهيبة للامتحان وجعله امتحاناً كما يجب ان يكون.