أوباما لا يقاتل من أجل السنة وبوتين لا يقاتل من أجل الشيعة
د.فايز الربيع
06-01-2017 12:13 AM
ظاهر الحال على مسرح السياسة وميدان المعارك أن هناك اصطفافاً في سوريا يقاتل الجيش الروسي الى جانب ايران والنظام وحزب الله وبقية الميليشيات الشيعية ، وأن هناك تصريحات اعلامية ومواقف سياسية يتحدث فيها الامريكان على لسان وزير الخارجية كيري أو رئيس الولايات المتحدة ، نيابة على المعارضة السورية، واحياناً باسم العشائر السنية في العراق . ويتم الاختلاف حول مَن مِن المعارضة معتدلاً ومن هو متطرف، واستغرق ذلك وقتاً طويلاً، تم الاجهاض فيه على حلب، وتم تهجير قسم كبير من السنة في سوريا اما الى مناطق داخل سوريا او الى خارج سوريا للدول المجاورة أو اوروبا وتركيا ، بتغيير الواقع الديموغرافي المرتبط بالمذهبية على الارض.
نظرة الى الواقع يطبق علينا المثل القائل (الذابح منا ، والمذبوح منا ، والدية علينا ) نحو على ابواب المئة سنة الجديدة بعد ما انتهت المائة سنة على اتفاقية سايكس بيكو، حافظنا فيها على الحدود وتقاتلنا عليها، وانقسمنا من اجلها، والان ماذا يخطط لهذه الامة وماذا يراد لها في المائة سنة القادمة.
ماذا تفكر الدولة العميقة في العالم لهذه المنطقة ، صراع الحضارات وصراع الاديان، يروج لها ولكن على ارضنا، وكما قال الامام علي ( ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلّوا ).
نتنياهو كان واضحاً وصريحاً أن ما يجري في المنطقة ليس بعيداً عن تخطيطنا وفي صالحنا، ولنا ادواتنا في المنطقة، ماذا جنينا من التطرف والارهاب الا تشويهاً لديننا، واعطاء ذرائع للغرب للتدخل علماً بانه ليس بحاجة ، تخطيط ذكي يقابله تنفيذ غبيّ
هناك حرب المصالح وتقاسمها ونهب الثروات علناً ، وعلى راسها الغاز والنفط وهو جزء من محور الصراع على سوريا براً وبحراً ، في المناطق التي تسيطر عليها داعش وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام ، العمل لم يتوقف عن استخراج الغاز، والانابيب تمدّ، والشركات تعمل، وكأن النواطير من كلا الاطراف موجودين لحماية هذه الثروات من اجل الغير.
اذن هم لا يقاتلون من اجلنا، ولا يعقدون المؤتمرات من اجل ايقاف سفك دمائنا، هم يريدون ان يتقاسموا ما لدينا من ثروات بعد ان يستنزفوا دماء شبابنا ، ويبيعون لنا اسلحتهم، ومستشاريهم بعد ان كنا نقاتل لاخراجهم، نقاتل اليوم لادخالهم بإلحاح ورجاء.
هذه الامة يجب ان تصحوا ، فرادى وجماعات ، ليس الاصلاح بتغيير اشخاص، انما بتغيير نهج وسياسات، القطرية راية الواقع بعد انكفاء مفهوم الامة ، ولا يمكن لقطر واحد أن يقوم بالمهمة لوحده، انها مسؤوليتنا جميعا حكاماً ومحكومين، افراداً وجماعات، نخباً وعامة، لان مسيرة الاصلاح والوعي والنهوض الحضاري ضرورة لحياتنا وبقاءنا ووجودنا .
Email:drfaiz@hotmail.com