اللي بتجيبوا السمره بتحطو حق اخطاط و حمرة
عدنان الروسان
04-01-2017 09:11 PM
هل هناك حكومة خفية أعلى و أكثر سطوة و نفوذا من الحكومة التي نعرفها ، و هي التي تقرر و ما على الحكومة التي نعرفها إلا التنفيذ و الإذعان ، و هل هو قدر محتوم على الأردنيين أن يبقوا صامتين و مذعنين إذعانا يكاد يصل إلى مستوى العبودية لقرارات الحكومة التي لا تعمل إلا على رفع الأسعار و زيادة الضرائب و رفع الدعم عن قوت الفقراء هذا إن بقي هناك دعم على شيء ، و هل من المعقول أن لا يكون هناك شغل ولا مشغلة لها إل العبث بحياة الأردنيين و أعصابهم.
ماذا تفعل الحكومة ؟!
و السؤال هنا ليس استنكاريا بل استفهامي و جاد ، ماذا يفعل الوزراء و ماذا يفعل الرئيس كل يوم حينما يذهبون إلى مكاتبهم الأنيقة ، بصراحة نحن لا نسمع عن لقاءات مهمة مع جهات جادة لتحسين الأوضاع الإقتصادية و لا أسفار واضحة الأهداف والمعالم لوضع خطة أو القيام بجهد ينتقل بالأردن و الأردنيين إلى وضع جديد نبدأ فيه صفحة جديدة من العمل المنظم لتغيير شكل حياة المواطنين التي باتت سوداوية تماما و لا يبدو أيضا أن رئيس الحكومة يطلع على التقارير ، هذا إن كان هناك تقارير تكتب و أناس يرصدون حالات الانتحار الأسبوعي المنتظم و تفشي الجريمة و انتشار المخدرات و تغيير جذري في نظرة الناس لمفاهيم الوطن و الانتماء و غير ذلك من مشاعر مهمة.
ثلاثة الآف و ستمائة وخمسون امرأة في السجون و بالطبع أولئك النسوة لسن معتقلات سياسيات و سنجد أن درسنا حالاتهن أن عامل الفقر و الضيق و الضنك هو الذي أرسلهن للسجن ، خمسة و سبعون بالمائة من الأردنيين يتكلمون مع أنفسهم في الشوارع ، تضاعف حالات الطلاق ، طوابير على أبواب السفارات كلها للهجرة ، تزايد التعاطف مع الحركات المتطرفة و الأفكار المتطرفة ، و بالمقابل رفع أسعار المحروقات و وقف المكرمات الحكومية لمساعدة الفقراء على العلاج ، طيب و ين يروحوا الناس يتعالجوا ، زيادة أسعار المياه و الكهرباء بدون حتى الإعلان عن الزيادات و حملة ارتفاعات على الضرائب و الأسعار التي تخص الفقراء أي الغالبية العظمى من الأردنيين.
الحكومة تدفع المجتمع الأردني الشبابي بالذات دفعا نحو الجريمة المنظمة و التوجه نحو التطرف و الحركات الجهادية ، و تدفع المجتمع نحو ثقافة جديدة إذا بدأت فسوف نجد أنفسنا غارقين تماما في فوضى لا يمكن وقفها أو التصدي لها و الحكومة لا تنظر كما يبدو نظرة شمولية جادة إلى ضرورة إجراء تغيير ايجابي و وضع إستراتيجية للتغيير ، و الحكومة لا تراعي حتى موضوع مكاشفة الناس بالحقائق ن كانت أحداث الكرك على أشدها و التلفزيون الأردني يضع أهازيج و أغاني و مسلسلات بدوية ، و الناطق الرسمي للحكومة يقدم مؤتمرا صحافيا غاية في الارتباك و الرئيس ولا كأنه موجود.
سنوات و نحن نكتب للحكومات و نلفت أنظار أصحابها إلا أن الأوضاع تتدحرج من سيء الى أسوأ و أن الناس متلهفون الى وصفي التل جديد ، و أدركنا الآن أننا كنا نخطيء دائما و نخطيء الآن حينما نستحضر إسم وصفي التل لأن ذلك يسبب عقدة للكثيرين الذين يعتبرون الرجل حراثا نشازا سقط بالصدفة في سرايا الحكم و الحكومات و أنه لم يكن خريج مدارس الليبرالية الأمريكية و لم تكن الحكومة الخفية تمون عليه او تحبه فقتلته ، و سارت في جنازته ، منذ سنوات و نحن نقول للحكومات أننا ذاهبون باتجاه المجهول و كانوا يضحكون مستهزئين ، و هانحن وصلنا الى قلب العاصفة ، ال عين العاصفة ، أحداث الركبان و البقعة و الكرك و الشويك واربد ، و لا فعل للحكومة إلا التفكير برفع الأسعار و الأسعار فقط.
نحن مرة أخرى نكتب للتاريخ ، بل نكتب لله و نكتب للشعب و الأمة أن الحكومة تقودنا الى المجهول و أن لا إستراتيجية لها إلا ارضاء واسترضاء صندوق النقد الدولي و البنك الدولي و أن هناك شيء اسمه القشة التي تقصم ظهر البعير ، و البعير الأردني لم يعد يحتمل أي شيء فاحذروا و بعدين اللي " الي بتجيبه السمرا بتحطو حق خطاط وحمرا " ، فهمتم أم نشرح لكم .