السفير .. والمجد .. وداعاً .. !
عودة عودة
04-01-2017 01:10 AM
العام 1994 كنت في مهمة صحفية مبعوثا من (الرأي) الى بيروت، والمناسبة كانت تغطية مؤتمر سياسي قومي نظمته مؤسسة دراسات الوحدة العربية ورئيسها الدكتور خير الدين حسيب، والمشاركون من الاردن أتذكر منهم المرحوم حمد الفرحان والمرحوم ناجي علوش والدكتور صالح ارشيدات وآخرون..
ما احزنني في بيروت في تلك الايام التي انهيت دراستي الجامعية فيها في اوائل السبعينات أنها كانت مدمرة بكاملها وتذكرني بدمار حلب في هذه الأيام.. وأحزنني اكثر مخيم صبرا وشاتيلا فقد كان التدمير أقسى وأشد والجرح هنا كان اعمق وأكثر ايلاما ووجعا، وبان كل ذلك على وجوه الاطفال اليتامى والنساء الارامل وجميع سكان المخيم في هذه المذبحة الكبيرة القذرة.
وعلى الرغم من الخلاف في تلك الايام بين النظامين في العراقي والسوري والذي كان واضحا في هذا المؤتمر القومي، الا ان المؤتمر خرج بقرارات مهمة وناقدة، لو اقتدى القادة العرب بها في تلك الايام لما وقعنا في هذه الهوة العميقة والواسعة التي نباد فيها في هذه الايام العصيبة المؤلمة.
كنت وانا على مقاعد الدرس في الجامعة معجبا بصحيفة السفير في كل شيء وكنت اتوق الى زيارتها وقد تحقق لي هذا الامل بعد اربعة وعشرين عاما بأن دعاني ذات مساء احد الزملاء في السفير والذي كان يعمل صحفيا فيها، وتعرفت وعن قرب على الاستاذ طلال سلمان رئيس التحرير والاستاذ ساطع نور الدين مدير التحرير واخرين من خلال حضوري اجتماع التحرير للصحيفة في ذلك المساء...
في مناسبة ثانية التقيت الاستاذ طلال سلمان في عمان فقد كان مدعوا لإلقاء محاضرة في مؤسسة شومان ..كان فرحا بالحضور الكبير الذين جاؤوا للاستماع اليه وهم كانوا فرحين حقا به.. وأتذكر انني جئت بنص المحاضرة من يده.. وعندما عرف مني رئيس التحرير (الرأي) المرحوم الاستاذ محمود الكايد انها لطلال سلمان أمر بقلمه الاخضر ان تُنشر كاملة..
اما الاستاذ فهد الريماوي رئيس تحرير "المجد" والعروبي حتى النخاع فقد التقيت به في اكثر من مناسبة عندما كان يكتب في "الرأي" وفي زاوية سبعة ايام وبقي يكتب فيها حتى قام بتأسيس المجد ..والله اعلم..