facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحياة للأغنياء ولا بواكي للفقراء ومحدودي الدخل


عمر كلاب
03-01-2017 01:15 AM

لم تعد رواية الحكومات المتعاقبة بعدم المساس بمحدودي الدخل والطبقات الفقيرة قابلة للتصديق او قابلة للتسويق بعد ان اثبتت كل اجراءاتها الانحياز الكامل للطبقات الثرية وطبقة كبار الموظفين الذين ينعمون بكل اشكال الرفاه الوظيفي والامان المالي والرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة، فالتأمين الحكومي للفئات العليا صحيا يشمل المستشفيات الخاصة وكان بودنا ان نرى اجراء واحدا يتم تطبيقه على كبار الموظفين وطبقة الوزراء والنواب والأعيان، أصحاب الرواتب المرتفعة وأصحاب الخدمات ذات النجوم الخمس والذين يرهقون اذاننا يوميا بضرورة شد الاحزمة وتوفير النفقات .
لا ادري كيف تفتقت ذهنية المسؤولين بأن رفع أسعار الكاز لا يمس الطبقات الفقيرة وكل المدافئ لهذه الطبقات تعمل على الكاز حصريا، وهل قرأوا إعداد المتوفين بالاختناق جراء استخدام مدافئ الحطب ؟ وكيف لن تنعكس رفع اسعار الديزل على تلك الطبقات التي تستخدم وسائط النقل العامة الا اذا كان هناك إحصائية تقول إن محدودي الدخل والفقراء يمتلكون سياراتهم الخاصة دون علمنا والحال تنطبق على رفع اسعار الكهرباء والماء وما مقدار الوفر بعد ان اوقف اصحاب الدخل المحدود والفقراء استخدامهم لبرك السباحة المدفأة واغلقوا غرف الساونا والبخار في منازلهم
كل الاجراءات تستهدف هذه الفئات الفقيرة وكل الاجراءات تستهتر بالرأي العام وتستثمر في معادلة الامن والامان وهي تنعم بالحرير والخدمات، رغم ان هذه الفئات الفقيرة هي التي تدفع ثمن الأمن والأمان لطبقة الاثرياء وشبابها يذهبون الى دروب الشهادة كي تنعم تلك الطبقة بالرفاه والنعيم وليس العكس، ومن يراجع اسماء الشهداء وقوائم الجرحى يدرك ذلك، فلا أحد من تلك الطبقة قضى شهيدا وأبلغ إصابة تلقاها كان جرّاء انغلاق باب المركبة الحكومية على اصبعه او نتيجة انزلاقه على درج مكتبه الوثير او لفحه الهواء وهو خارج من النادي الرياضي او “ الجيم “ حسب تعبيرهم .
رفع اسعار الكاز والسولار والماء والكهرباء يطعن الطبقة الفقيرة ومحدودي الدخل في قلوبهم وليس في جيوبهم فقط , ويتركهم اسرى للموت اختناقا او قهرا، ويراكم منسوب حقدهم على الدولة ويدفعهم قسرا الى ادارة الظهر لها كما هي الحال اليوم، فكل القرارات تستهدف حياتهم وهم يدفعون حياتهم ثمنا لرفاه الاغنياء وسفه قراراتهم وانعدام احساسهم بالواقع المر الذي يعيشه المواطن الاردني هذه الايام وقبلها بسنوات ايضا دون وجود طاقة فرج واحدة، فكل قرار أسوأ من سابقه وكل حكومة تتشاطر في استهداف جيبه أكثر وأكثر وكأن السباق بين الحكومات قائم على المهارة في اصطياد دخلهم البسيط والضئيل .
نعلم ان كل انسان ينحاز الى طبقته، وهكذا الحال بالنسبة للمسؤول وقراره الذي ينحاز الى طبقة الاثرياء على حساب الفقراء وكل احاديثهم عن المواطن ودخله صحيح ولكن مع اختلاف الغايات، فهم يريدون دخله لجيوبهم ولتحسين دخلهم فواجب الفقير ان يسند الاغنياء ويوفر لهم سبل الحياة الرغيدة، وحكوماتنا حكومات الاغنياء وابناء الذوات الذين لا يعرفون اوجاع الفقراء واساليب حياتهم وانماط معيشتهم، حتى ابناء الفقراء الذين دخلوا السيستم باتوا مشاريع انقلابية على طبقتهم الاصلية وباتوا اكثر جرأة عليها من غيرهم، وتلك حالة تنذر بشؤم المستقبل وانحسار الامل بالحياة الطبيعية ولا اقول الحياة السعيدة .
اذا كان المسؤولون جادين في المكاشفة والمصارحة فعليهم ان يقولوا لنا علنا اننا رصيدهم واننا دفتر شيكاتهم الوحيد دون أي حديث آخر، فحجم الرفاه الذي يعيشون فيه وحجم الإنفاق على نشاطاتهم وتحركاتهم تكشف زيف تصريحاتهم.

الدستور





  • 1 المحامي عاهد الرواشدة 03-01-2017 | 09:55 AM

    لا نقول إلا. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من طغى وتجبر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :