لحد الان لم استطع ان افهم سبب اثارة هذه العاصفة من الانتقادات باتجاه وزارة الصحة في موضوع الاعفاءات الطبية.

ليس من منطلق الدفاع عن وزير الصحة وانما لكوني احد اكثر الاطباء الذين يكتبون هذه الاعفاءات لكل المواطنين الغير مؤمنين الموجهة للديوان الملكي العامر او لرئاسة الوزراء او الى وزارة الصحة وغيرها من الجهات , وذلك لإعفائهم من نفقات علاج امراض وجراحة القلب التي تكلف الدولة ملايين الدنانير تدفعها عن طيب خاطر حفاظا على صحة المواطن وحياته .. 

لكني وبكل صراحة و صدق ارى ومن خلال عملي الميداني اليومي ولعشرات السنين في مستشفى البشير , ان هناك ضرورة ملحة لتنظيم هذه العملية الانسانية وذلك لتبقى الى جانب المواطن الفقير الغير مؤمن والذي لا حول له ولا قوة , في الوقت الذي يستغل بعض الاغنياء المقتدرين هذه الفرصة ليحصلوا على اعفاء كان باستطاعتهم الاستغناء عنه في سبيل ان تبقى الدولة قادرة على علاج الفقراء في ظل اوضاع الاردن الاقتصادية الصعبة التي يعرفها الجميع والتي للأسف لا يرغب كثير من الاغنياء المساهمة في تخفيفها .. 

وعلى فكرة فإنني اعتقد جازما ان هذه الاجراءات التنظيمية لم يرَد منها التوفير المادي كما يدعي البعض بل انها خطوة نحو التصدي للفوضى العارمة التي تشكو منها وزارة الصحة ووزارات ومؤسسات اخرى في الدولة مثل اعفاءات الخادمات ومساعدات التنمية الاجتماعية والاعفاءات الجمركية والضريبية وغيرها الكثير الكثير... 

اخيرا فإننا نأمل ان يتمكن وزير الصحة "الشياب" بكل ما يتمتع به من حزم وقدرات اكاديمية وادارية , من النهوض بوازرة الصحة التي تعاني من مشاكل عديدة تراكمت على مر السنين مثل هروب الكفاءات واكتظاظ المستشفيات وقضية الاعتداء على الاطباء والكوادر التمريضية ورفع حوافز الاطباء كي يتمكنوا من الصمود والبقاء في اماكنهم ليخدموا المواطن الاردني الذي هو أغلى ما نملك.