أين الأفلام الأردنية .. وأين أذنك يا جحا ؟؟سامح المحاريق
06-04-2007 03:00 AM
التاريخ لا يعترف إلا بالنتائج والنوايا الحسنة تستوي في وجهة نظره بأحلام اليقظة، على المستوى الفردي تؤدي أحلام اليقظة إلى التعلق بالطموح والسعي وراءه بشتى السبل أو المرض النفسي الذي يقعد المرء و يستلبه في سلسلة لا منتهية من الابتزاز الشخصي، وعلى ذلك تنتمي مسيرة الفيلم الأردني إلى النوع الثاني، فبعد إعلانات متكررة وباهظة الثمن استفادت منها الجريدة الدعائية الأولى في البلاد تبحث عن سيناريو أردني علما بأن الأردن هي وطن اثنين من أهم الكتاب العرب ورائدين مهمين ممن استخدما في أدبيهما أسلوب السيناريو بصورة مبكرة وهما مؤنس الرزاز و غالب هلسا رحمهما الله، فلماذا أصرت الهيئة الملكية للأفلام على تجاهل التاريخ الثقافي الأردني بهذه الصورة وكأنها حيال أحد مسابقات اليانصيب، هذا وبعد عدة حلقات نقاش واجتماعات و لجان لم نستطع إلى الآن أن نشاهد فيلما أردنيا يضعنا في مصاف دول تمتلك صناعة سينما مثل سيراليون أو ناميبيا ولا أقول مصر أو ايران. هل المشكلة أننا لا نملك الموارد و الكوادر، الحقيقة تقول غير ذلك فعندنا المخرجين المتميزين و الممثلين و الفنيين الذين استطاعوا أن يبدعوا عندما توفر الإنتاج و شركات الإنتاج الأردنية بعافية ودليل ذلك ماتنتجه سنويا لمصلحة التلفزيونات العربية ثم أن صناعة السينما في عصر الديجيتال لم تعد مكلفة بالصورة التقليدية، وأنتجت أفلام مهمة و يمكن رصد تجربة مخرج مصري مهم هو محمد خان في هذا السياق، خاصة وقد شاهده جمهور عمان قبل سنتين يستخدم الديجيتال في فيلمه الرائع "كلفتي"، إذن أين المشكلة، ببساطة المشكلة في الإدارة التي أصرت على تعيين جميع من ليس لهم علاقة بالسينما في الكيان الإداري المنوط به تطوير السينما الأردنية، وكما جرت العادة في الأردن فإن معايير المحسوبية والشللية أخذت تفرض ايقاعها لتهدر شيئا فشيئا فرصة تاريخية نادرة في ترجمة رغبة الملك في انشاء صناعة سينمائية أردنية، فعدا أن موظفي الهئية الملكية للأفلام وهي الكيان الذي يفترض به أن يضطلع بهذه المهمة لا يمتلكون المؤهلات السينمائية العلمية والمهنية الكافية ، فإنهم يعيشون حالة متقدمة من الجهل و النفور من مشاهدة السينما، والدليل أن أحد موظفيهم تجرأ وقدم أحد الأفلام على أنه فيلم سنغالي في المهرجان الصغير الذي رعته هيئة الأفلام وسط حضور لم يتجاوز عشرة أشخاص ليتضح أن الفيلم نيجيري بعد النصف ساعة الأولى، إذا كان موظفوا الهيئة لا يحبون مشاهدة السينما فلماذا يطلبون من الجمهور أن يحضر لقاعة غير مكيفة و في مكان صعب للغاية لمشاهدة فيلم لا يحتوي على أي قيمة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة