اسرائيل تستعيد مكانتها كعدو اول للاردن
فهد الخيطان
22-10-2008 03:00 AM
*14عاماً على معاهدة وادي عربة .. اسوأ الذكريات
بعد ايام قليلة تحل الذكرى الرابعة عشرة لتوقيع معاهدة السلام الاردنية - الاسرائيلية التي اشتهرت باسم معاهدة وادي عربة نسبة الى المنطقة التي وقعت فيها يوم السادس والعشرين من شهر تشرين اول عام .1994
صورت الحكومة المناسبة في حينه على انها احتفال بقدوم سنوات الرخاء والازدهار وتطايرت الوعود بمشاريع اقتصادية عملاقة لاحياء المنطقة وكأن اباراً من النفط تفجرت من ارض وادي عربة.
من يطالع الملف الخاص والمتميز الذي نشرته اسبوعية »السجل« في عددها الاخير في ذكرى المعاهدة سيضرب كفاً على كف وهو يراجع محطات العلاقة الاردنية - الاسرائيلية بعد المعاهدة, فاسرائيل لم تترك بندا واحدا من الاتفاقية الا وانتهكتها, اما القضايا المتعلقة بالحل النهائي للصراع فقد وضعتها على الرف وانتهجت طريقا للتسوية يعرّض المصالح الوطنية الاردنية للخطر.
بعد 14 عاما على المعاهدة تتحول الذكرى الى كابوس يؤرق الاردن فقد تلاشت الامال بالسلام العادل والرخاء الاقتصادي واستعادت اسرائيل مكانتها كعدو اول للاردن بامتياز بعد سنوات من التضليل والمداراة الرسمية.
في مقابل منطق التنازلات العربية كان منطق اسرائيل يزداد تشدداً حيث تجنح الاغلبية نحو اليمين المعادي للفلسطينيين والعرب.
يشعر المسؤولون الاردنيون على المستويات كافة اليوم بخيبة امل تجاه اسرائيل حيث لم تعد تسمع في دوائر القرار السياسي من ينظر لاسرائيل بشكل ايجابي ويتركز النقاش على موضوع واحد فقط هو كيف نتحوط من مشاريع اسرائيلية محتملة على حساب الاردن وأمنه. ويلتقي هذا الموقف مع توجه شعبي كاسح لم تبدل معاهدة وادي عربة من موقفه تجاه اسرائيل.
عملية السلام التي راهن عليها الاردن والعرب عموماً وصلت الى محطتها الاخيرة وهي ميتة لكن الاطراف كلها غير مستعدة لاعلان الوفاة تحسباً من النتائج. التشاؤم يسيطر على نبرة المسؤولين عندما يكون الحديث عن مستقبل العلاقة مع اسرائيل.
بهذا المعنى فان المعاهدة على المستوى السياسي اصبحت بلا معنى مع تقليص العلاقات الثنائية الى الحدود الدنيا.
رسميا لا يستطيع الاردن ان يدير ظهره لاسرائيل ففي غياب التضامن العربي يبدو امر كهذا انتحارا سياسيا. شعبيا ينبغي المحافظة على زخم مقاومة التطبيع وعدم اعاقة الفعاليات الخاصة بحركات المقاومة للتطبيع وتعزيز الخطاب الاعلامي العام والخاص الذي يركز على سياسات اسرائيل العدوانية تجاه الفلسطينيين وتجاه الاردن. لكن اذا كان الاردن غير قادر على دفع تكلفة القطيعة مع اسرائيل فان بامكانه اتخاذ مواقف حازمة ومتشددة ازاء سياستها العدوانية والشروع في عملية مراجعة شاملة للعلاقة وانجاز رؤية استراتيجية جديدة لمواجهة الخطر من دون الركون الى معاهدة تخرقها اسرائيل كل يوم