الفريق فريحات وإيران وداعش ؟
رجا طلب
02-01-2017 12:27 AM
تميزت التصريحات التي أدلى بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات مع محطة « بي بي سي” البريطانية بأنها مكثفة ومركزة وواضحة وتحمل إجابات مختصرة على تلك التساؤلات المطروحة على مستوى الأمن القومي الأردني في الحالتين العراقية والسورية ومدى ارتباطهما بالعامل الإيراني وتأثيراته علينا.
يمكن القول أن رئيس هيئة الأركان الفريق فريحات شخص نوعين من الخطر العملياتي على الأمن القومي الأردني ، الأول هو إيران وتوابعها من ميليشيات الحشد الشعبي في العراق بالإضافة إلى حزب الله و» لواء الفاطميون» الأفغاني و» لواء الزينبيون» الباكستاني، المنضويين تحت سلطة « قوة القدس « والمتواجدة كلها على الأرض السورية بالقرب من حدودنا ، والثاني وهو تنظيم داعش الارهابي.
الخطر الأول استراتيجي وله أهداف بعيدة المدى أبرزها إضعاف الدولة الأردنية وزعزعة الأمن فيها ونشر التشيع الصفوي بالإضافة لبناء تنظيم تابع على غرار حزب الله اللبناني أو حزب الدعوة العراقي ، أما الخطر الثاني المتمثل بداعش وغيرها من التنظيمات « الجهادية السلفية « مثل فتح الشام وغيرها فأهدافهم ذات طابع ثأري وتخريبي بصورة أساسية.
الكلمات المقتضبة والحازمة للفريق فريحات في الرد على أسئلة المحاور بالإضافة للغة الجسد وتقاسيم الوجه كانت تشكل إجابة مباشرة وكبيرة على أن القوات المسلحة الأردنية « الجيش العربي « قادرة على حماية الوطن من الخطرين والتصدى لهما بكفاءة واقتدار ، كما عززت هذه المقابلة من ثقة الاردنيين بجيشهم وباجهزتهم الامنية بعد المواجهات المفتوحة مع عصابة داعش في الكرك وقبلها في اربد.
ان اشارة الفريق فريحات للخطر الايراني والحشد الشعبي في العراق وخطرهما على الاردن هو ناتج قراءة معمقة سياسية وامنية للتحولات الجديدة في العالم والمنطقة بعد هزيمة كلينتون ومغادرة اوباما البيت الابيض ومجيء دونالد ترامب ، فايران ومعها الجماعات الارهابية « الجهادية « بالاضافة للاخوان المسلمين كانوا من اكبر الخاسرين من غياب اوباما وكلينتون بعد ان كانت الحقبة « الاوبامية عبر ثماني سنوات « عصرا ذهبيا لهم على كل الاصعدة ، استثمروا فيه كافة طاقاتهم في خلق الفوضى وتقويض مفهوم الدولة الوطنية وانتاج الجماعات المسلحة الطائفية التي مازالت حتى اللحظة تشكل اكبر خطر على امن دول المنطقة ومستقبل التعايش فيها.
الحقبة « الترامبية « وحسب المعطيات لن تكون مريحة لا للاسلام السياسي « المعتدل « كما اطلقت عليه هيلاري كلينتون وتقصد هنا « الاخوان المسلمون « ولا الاسلام الدموي والمتطرف المتمثل بالتنظيمات الجهادية كداعش والقاعدة وفتح الشام وغيرها كما انها لن تكون سهلة لايران التي اعتبرها ترامب اساس الارهاب بالشرق الاوسط والعالم ، وهو ما سيدفع ايران التي تحرك عملي واستخباري كل هذه المنظومة من اجل صناعة الفوضى الطائفية من جهة ومن اجل تاجيج المواجهة السنية – السنية والمقصود هنا بين الانظمة الحاكمة والجماعات المعارضة لها ، سيدفعها للقيام بمغامرات امنية وعسكرية ترى فيها اوراق ضغط على الادارة الاميركية الجديدة ومن ابرزها على طاولة قاسم سليماني الذي يدير العمليات الامنية والعسكرية بالمنطقة هو الاردن.
يعتقد الايرانيون وبغباء شديد ان الاردن هو « خاصرة رخوة « يمكن التسلل منها بسهولة ، رغم تجاربهم الكثيرة الفاشلة مع اختراق الامن الاردني اما عبر عملاء لهم من عراقيين وسوريين وليبيين او عبر تنظيمات تابعة لهم وان بدت غير ذلك كالقاعدة او داعش او تسميات وهمية اخرى غير معروفة ، كما يفترض ان تكون تجاربنا في مواجهة الارهاب الذي ترتبط به طهران بشكل مباشر في العام المنصرم دليلا قاطعا على قصور تصوراتهم وضحالة وسذاجة قراءتهم للواقع الاردني من كل المناحي.
ايران المغامرة والمقامرة وايضا « المارقة « التي لا تنصاع للشرعية الدولية على غرار الحالة الاسرائيلية ستواجه في عام 2017 تحديا كبيرا من الممكن ان يعيدها الى مربع العزلة الاول الذي عاشت به عدة عقود ، انه تحدي ترامب الذي يراه كيسنجر بانه سيعيد لاميركا هيبتها ويعيد لها قوتها في قيادة العالم بعد ان فرط بها بارك حسين اوباما !!!
الراي