مالذي يريد رئيس هيئة الأركان قوله عبر BBC
ماهر ابو طير
01-01-2017 03:17 PM
لافتة للانتباه جدا مقابلة رئيس هيئة الاركان المشتركة مع قناة بي بي سي عربي، فعادة لا يتحدث العسكريون في مقابلات اعلامية، حتى للوسائل المحلية، فما بالنا لوسيلة اعلام عالمية، لها مكانتها، والمغزى هنا، اهمية القناة، والرغبة بوصول التصريحات الى نطاق واسع، عبر هكذا وسيلة اعلام.
الكلام الذي قاله رئيس الاركان، كان يمكن للسياسيين ان يقولوه، فلماذا يقوله قائد الجيش، الا اذا كان يحمل معنى لوجستيا، بمعنى مسؤولية الجيش عن الحدود الاردنية مع سورية والعراق، من جهة، ومسؤوليته المقبلة ايضا، على مستويات مختلفة، كما ان حديث قائد عسكري، يحمل دلالة، على ان التطورات، مفتوحة باتجاهات كثيرة، على الصعيد العسكري الميداني، حصرا.
يحمل الكلام ثلاث اشارات تطمينية وترطيبية وتفسيرية في العلاقات بين الاردن والنظام السوري، والاشارة الاولى تتعلق بكلام قائد الجيش عن عدم وجود دور اردني، ضد نظام الاسد، وان اي تدريب لقوات سورية، كان لمواجهة داعش، داخل سورية، وليس لمواجهة النظام، والاشارة الثانية، بعدم استعداد الاردن لفتح الحدود، باعتبار ان القوات المسيطرة هي قوات غير رسمية سورية، وان الاردن لا يعترف بها فعليا، ولا يريد ان يتعامل معها، والاشارة الثالثة تتعلق بوجود خط اتصال فني بين الاردن وسوريا، وان العلاقات لم تنقطع، برغم عدم وجود سفراء حاليا، وهذه الاشارات الثلاث قد تفسر باتجاه تحسين العلاقات بين الاردن وسوريا، وبدء الترطيب الفعلي في العلاقات بين البلدين، وتفسير بعض ماجرى سابقا.
لكن هناك ما يعاكس هذه الاشارات، وابرز ذلك كلام قائد الجيش عن حزام بري ايراني يصل سورية ولبنان، ووصوله من ايران مرورا بالعراق، الى سورية ولبنان، يعني وصوله الاردن فعليا، ويعني ان الاردن لن يقبل ان تكون ايران على حدوده، عبر جنوب سورية، او عبر مناطق عراقية، والاشارة المعاكسة الثانية، تتعلق بوجود مقاتلين يهددون الاردن، ولديهم دبابات واسلحة، بما يعني ان هناك حاجة لاستئصالهم، واستنتاجا، فإن التدخل الاردني عسكريا هنا، يبدو واردا، وله سياق تم اشهاره عبر المقابلة، وفي الحد الادنى، اشارة للنظام السوري، ان الاردن لا يمكن ان يسكت امام مخاوفه من الايرانيين، من جهة، ومن التنظيمات المتشددة من جهة اخرى، ولربما هناك الماح على اهمية المقايضة السياسية، بحيث يقرر نظام الاسد، اي خط جديد للعلاقة، على ضوء اختياره للاشارات الايجابية، ، كما في قصة ايران، والجماعات المتطرفة التي تستهدف الاردن، وكلاهما او احدهما سيجاور الاردن، عبر جنوب سورية.
في كل الحالات، هناك اكثر من قراءة لمقابلة رئيس هيئة الاركان المشتركة، وهي قابلة للتأويل نحو اكثر من تجاه، لانها تحتوي على اشارات ايجابية، ومحاذير ومخاوف، وهي هنا، تضع المستقبل امام عدة احتمالات، يكون فيها تحسن العلاقة مع دمشق، مجرد احتمال، يتساوى تماما مع احتمال التدخل العسكري الاردني في جنوب سوريا، صيانة لامن الاردن ومصالحه، لكنني اعتقد ان الكلام لو كان يعني فعليا مصالحة مع دمشق الرسمية، لقاله السياسيون، فيما هذا المنطوق من عسكري محترف يعني احتمالات التدخل العسكري، في حال اشتدت اخطار داعش على الاردن.
الدستور