بينما أكتب هذه الكلمات يكون السادة أعضاء كتلة التيار الوطني وحلفاؤهم كتلة الاخاء يتبادلون التهاني وربما المناسف أيضا أحتفاء بسيطرتهم على مجلس النواب .

ويستطيع السادة عبد الرؤوف الروابدة وعبد الكريم الدغمي وسعد هايل السرور الان وضع ساق فوق ساق وسحب نفس ( أرجيله ) بارتياح تام , والتمتع بنوم هنييء والقاء كل ذنوب وأخطاء مجلس النواب على عاتق الباشا الكبير .

الملاحظة اللافتة للنظر أن النواب الاكثر خبرة و مشاركة وفعالية في المجلس يقفون الان في خانة المستقلين وهم ( الروابدة , الدغمي , السرور ، ممدوح العبادي ، محمد أبو هديب , محمود الخرابشة ، فلك الجمعاني , سميح بينو , هاشم الشبول , مجحم الخريشا , توفيق كريشان , ناريمان الروسان ) وفي تأمل ما يجري فان التعبير الافضل لموقعهم ليس ( المستقلين ) وانما ( كتلة النواب الاكثر حظا ) .

الان واذا ما فرض النواب ضريبة على الناس أو قيدوا الحريات أو طبلوا وزمروا للحكومة أو مرروا مشاريع قوانين غير شعبية فان ( كتلة النواب الاكثر حظا ) ستلقي المسؤولية والذنب على عاتق الباشا وتحالفه الكبير .

واذا ما عقدت ندوة في عنجرة وحمل الناس على مجلس النواب وطالبوا بحله ستضع كتلة الاكثر حظا المسؤولية عن دم المجلس المهدور في الساحة السياسية في عنق الباشا وتحالفه . واذا تساءل الناس عن ضعف مجلس النواب فسيبتسم أبو عصام أبتسامته العريضة وربما الخبيثة ويجيب : أسألوا صاحب الاغلبية .

هذا من جانب أما من الجانب الاخر فان الباشا المجالي لم يكن ولن يكون نائبا من المعارضة , وحين يكون له الاغلبية فانه مطالب بتمرير كل طلبات الحكومة وليس له حجة أمامها ولن يستطيع أن يهمس بأن الاسلاميين سيعطلون القرار أو أن الروابده سيحرك جماعته أو أن الدغمي سيصب جام غضبه علينا , لا ياباشا فالاغلبية لك وتستطيع حسم النقاش بالتصويت ؟؟ واللجان لك تستطيع من خلالها تمرير ما تريد الى المجلس , وباختصار فقد أصبح المجلس جناحا من الحكومة .

المهمة الاسهل والاجمل والاكثر أمتاعا الان هي مهمة كتلة النواب المستقلين الاكثر حظا , وظيفتهم الان فقط مراقبة المشهد وتصيد أخطاء جماعة الباشا ونشر غسيلهم !! وربما حياكة المؤامرات لتفتيتهم .

أنصح دولة عبد الرؤوف الروابده ورفاقه أن يبذلوا كل جهد ممكن للحفاظ على تماسك كتلة التيار الوطني وحليفتها الاخاء واذا ما جاءكم منهم من يطلب اللجوء البرلماني فردوه اليهم , فما داموا أغلبية فقد أخليت مسؤوليتكم وأسلمتم رقابهم للناخبين .

أقول للرئيس الروابده ورفاقه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , وأقول للباشا ورفاقه عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ..