هل أخطأ الأردن في فتح الباب على مصراعيه أمام اللجوء السوري ؟
الإحابة بالرقم تعطي نتائج مخيبة أما عن الدور الإنساني والقومي والعربي فقد نلنا شهادات إعجاب وتقدير وكم هائل من التعاطف لكن هل لهذا معنى في أجندة المصاعب الإقتصادية والأمنية أم أن العائد يساوي الثمن، وإن كان ذلك صحيحا فعلى الحكومة أن تتحلى بالشفافية وتعلن ما إن كان ثمة فائدة واحدة لسياسة فتح باب اللجوء بسخاء ؟
حصل الأردن على وعود بالدعم والمساندة، بما في ذلك مقررات مؤتمر لندن والنتيجة الأهم شروط صعبة لتذليل معيقات عبور السلع الأردنية الى أسواق أوروبا تحت عنوان تبسيط قواعد المنشأ التي ربطت بدون وجه حق بتشغيل السوريين ودمجهم في المجتمع الإقتصادي.
في مقابل إعالة وتشغيل 2ر1 مليون لاجيء سوري, حصل الأردن على مساعدات ومنح بقيمة 1.02 مليار دولار، هل يعادل هذا المبلغ حجم المعاناة والمخاطر؟
استمر الأردن في استقبال اللاجئين السوريين بحماس كنا نراه يوميا يتصدر نشرات الأخبار ما خلق انطباعا أن كلفة إيوائهم مغطاة بالكامل وفوقها « حبة سكر»لكن الحقيقة أن العبء الإقتصادي والمخاطر الأمنية والإجتماعية كانت أكبر من ذلك بكثير.
من شرفة النظارة المجتمع الدولي والعربي يتحدث عن أزمة إنسانية لا يعيشها، بينما أن المسألة بالنسبة للأردن لا تتوقف فقط عند استقال وإيواء اللاجئين فذلك يمكن مواجهته وإن كان بصعوبة وكلفته هي ما يتباهى المجتمع الدولي والعربي بتغطيتها على الورق كما تقول تقارير وزارة التخطيط، لكن ماذا عن الخسائر المباشرة وغير المباشرة للإقتصاد.. من يتكفل بها ؟
من دون اللجوء السوري، كان يفترض بالإجراءات والإصلاحات الإقتصادية التي نفذت أن تحقق معدلات نمو أفضل من تلك التي تحققت، لتقطف الحكومة ثمرة جهد لا يمكن إنكاره، هذا ما على الحكومة أن تصرخ به في وجه المجتمع الدولي والعربي.
تئن البنية التحتية تحت الضغط، مياه كهرباء وطرق، مدارس مستشفيات وغيرها، لكن الأسوأ هو ما تتسبب به الأزمة ومخاطرها التي تحيط بالمنطقة وتكبلها من تعطيل للمصالح التجارية، وتباطؤ للتدفقات الاستثمارية وتراجع في السياحة وغيرها وفي المقدمة الصادرات الزراعية.
الكلف الإجمالية محسوبة على مستويين الأول هو القطاعات والثاني الاقتصاد الكلي بما فيها المديونية والمستوردات وسوق العمل، وما هو غير محسوب، يتركز في كلف الصادرات.
هل كان يكفي للأردن أن يكتسب سمعة دولية جيدة كبلد محدود في إمكاناته تمكن من إدارة ضغوط التدفق الهائل من اللاجئين السوريين بإقتدار أم أن ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع إن لم تدعم بالمال.
الراي