نكافح الإرهاب بـ (حِصة)!!!
عبدالله الوشاح
29-12-2016 02:01 PM
كردة فعل سريعة على الاحداث الارهابية التي جرت على ارض المملكة؛ اعلنت وزارة التربية والتعليم عن تخصيص حصص لمكافحة الارهاب في مدارسها، وهذا شيء محمود بأن تتجاوب الوزارة بسرعة تجاه ما يدور على ارض الواقع، هنا من ناحية السرعة والتوقيت فقد افلحت، ومن ناحية المحتوى والآلية ارى بأنها تسرعت.
عوامل نجاح هذه التوجه يعتمد بشكل اساسي على ركيزتين: القدرة على ادارة الحوار وما يندرج تحتها من مهارات شخصية في هذا المجال، والايمان بما يقوم به المعلم وما يملكه من علم وثقافة واطلاع.
المعضلة أن وزارة التربية والتعليم ليس لديها قاعدة بيانات عن كفاءة مدرسيها في ادارة الحوار او على الاقل قدرتهم في ايصال المعلومة بطرق سلسة، ولا اظن ان لديهم مرجع لمعرفة توجهات مدرسيها الفكرية، وكذلك لا اعتقد بأنها استشارت او رشحت مدرّسي هذه الحصة لدائرة المخابرات العامة لحل مشكلة عدم توفر قاعدة البيانات تلك.
وصلتني معلومة من أحد الاصدقاء بمحتوى اولى الحصص، وتركز فحواها بأن إيران والشيعة والعدو الصهيوني هم اسباب ما آلت اليه الامة من كوارث ونكبات، والحل هو اجتثاث تلك الزمرة الفاسدة من خلال ابادتهم عن بكرة ابيهم، وأضعف الايمان: الدعاء عليهم في كل سجود، وهذا التجييش برأيي هي بذرة لزرع الكراهية في النفس، ليرويها بعد ذلك مقاطع اليوتيوب، والمشاهد القاسية التي تطالعنا بها وسائل الاعلام، لتنمو روح التطرف برعاية رسمية بغير قصد، ويوجهها الى الارهاب اصحاب الاجندات السوداء.
ومن وجهة نظري فان الحل سهل ولا يحتاج الى دراسات مطولة، ولكن الاساليب هي التي تحتاج الى تطوير واعادة النظر في الية طرحها، فالحل يكمن في العودة الى تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف، والتمسك بالقرآان والسنة النبوية السمحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي شابت تفسير الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من قبل "المتنطعين" والسياسيين لمآرب دنيوية. وهذا لا يختلف عليه أحد من العقلاء... اما السبيل الى ذلك وطريقة الطرح، فهو ما يحتاج الى تكاتف جميع الجهات، لعمل الخطة الوطنية لمكافحة الارهاب.
خطة مكافحة الارهاب يجب ان تكون ضمن خطة وطنية متكاملة، برعاية حكومية، تبدأ من المدرسة مروراً في الاعلام المحلي، وبمشاركة من مؤسسات المجتمع المدني، ناهيك عن دور وزارة الاوقاف المهم في هذا الامر، وايضاً دور الاسرة الكبير في بناء شخصية وترسيخ مبدأ المواطنة الصحيحة والوسطية لدى ابنائهم منذ الطفولة.
اما عن المسؤولية الفردية: فعلى كلٍ منا ان يعرض اعماله على ميزان الشرع، ويأخذ من حديث نبينا الكريم منهجاً لحياته، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".