هناك عادة دأبت عليها الحكومات المتتالية، تتعلق بزيارتها لمواقع مختلفة في البلد، والحكومات التي تذهب للناس، في العاصمة، او المحافظات، تحتفل بفعلتها، باعتبارها حكومة ميدانية لا تجلس في المكاتب، وتتلمس احتياجات الناس ومتطلباتهم
لكن المفارقة ان هذه الاحتفالية، لا تعني شيئا ابدا، اذ ما الذي سوف يستفيده المواطن من زيارات ميدانية، لا تؤدي فعليا الى اي تغييرات في ظل فقر الموازنة، وضعف الامكانات، وهل الاتصال الوجاهي هنا، بات بديلا عن المشاريع او تلبية الطلبات؟!.
نحن امام مشهد معقد، فكثرة من الوزراء لا يذهبون الى اي موقع في زيارات، والناس تلومهم على هذا الاداء، باعتبارهم يغيبون، والمفارقة هنا، ان لا فرق فعليا، بين من يذهب او يغيب، لان كليهما لا يفعل شيئا، على ارض الواقع، وقد باتت هذه اللقاءات على اهميتها لقاءات شكلية بروتوكولية.
ليس المطلوب ان يختبئ المسؤولون في مكاتبهم، لكننا نريد ان تكون هذه الزيارات مرتبطة ببرنامج تنفيذي، وان تعرف كل جهة مسبقا، ما الذي بإمكانها ان تقدمه، فسياسة « لاقيني ولا تغديني» لم تعد سياسة مجدية ابدا، خصوصا، اننا نسمع ان بعض الجهات تتوقع ان اهتمامها بمنطقة وزيارتها، امر كاف لرفع العتب، وهذا غير صحيح، ولم تعد الزيارات مهمة، الا بقيمتها التنفيذية الفعلية.
مناسبة الكلام ما نراه ونسمعه عن اوضاع الناس، سواء في مناطق كثيرة في عمان، او في القرى او البوادي او المخيمات، هذا الفقر المدقع، غياب الخدمات، الحرمان والجوع، وغير ذلك من قصص، كلها تدفعك باتجاه سؤال واحد يتمحور حول الذي تفعله الحكومات في البلد، ولماذا استسلمت فقط، لمتطلبات الموازنة، ولم يعد لديها اي قدرة على ابداع حل، او تقديم شيء للناس.
هناك وضع صعب، دون تحريض، ومطلوب من الحكومات، ان تتواصل مع الناس، وان تتدبر المال، قبيل كل زيارة، وان يكون لديها خطة، من اجل ان تكون الزيارة ذات مردود، والا فان هذه الزيارات، مجرد مجاملات، اعتاد الناس عليها، ولربما يتكبد الناس كلفتها، بمجاملات مثل الغداء، بدلا من مساعدة المنطقة واهلها.
الدستور