إن الفقراء الذين هم نحن أغنى منكم ألف مرة انتم الأغنياء الذين تحكموننا و تتحكمون في حياتنا أنتم الذين تتعالون علينا نحن الفقراء ، نحن الشعب الذي هو مصدر السلطات ، نحن الفقراء ندفع أثمان المياه و الكهرباء و ندفع الضرائب التي لم تستحق بعد و ندفع تذاكر سفركم على الدرجة الأولى و درجة رجال الأعمال بينما نحن ، نحن الشعب الذي هو مصدر السلطات ، نحن نسافر دائما على درجة رجال الإهمال ، و تشتموننا و نقبل ذلك بنفس راضية لأنكم علمتمونا أنتم ، أنتم الذين تظنون أن القدر أنعم علينا بكم و أنكم منة من السماء لأنكم تواضعتم لتحكموا و تتحكموا بنا نحن الشعب علمتمونا أنه شرف كبير أن تشموننا و أن تستهبلوا عقولنا ، و أن تفترضوا دائما أننا ممتلئون بالسذاجة و انتم ممتلئون بالحكمة .
أنتم الذين تكتبون السيناريو لكل قصة بمداد من دماء الأردنيين ، و تتمايلون زهوا و غرورا بملابسكم الأنيقة و ربطات أعناقكم الحريرية المدفوعة من جيوب الكركيين و البدو و الغوارنة و السلطية و جيوب بقية الفقراء من أبناء الأردن الذي ما تزالون كل يوم تكتبون سفرا من أسفار الكراهية بينهم و بينه و تدسونه في مناهج التعليم حتى يكرهون هذا الوطن الذي تكرهونه و تعيشون فيه لأنه مصدر رزق لكم فأنتم مغتربون فيه و نحن كذلك ، أنتم مغتربون لأنكم تأتون حينما تنضب المياومات من جيوبكم و تفرغ بطاقات الإئتمان من ارصدتكم التي تملؤنها من شرايين الأردنيين التي لا تبخل على أحد حتى على اللصوص و نحن مغتربون فيه لأن الفقر في الوطن غربة .
لم تتوقفوا يوما و لن تتوقفوا عن اهمالكم لأحوالنا ، ونحن شعب طوع بنانكم ، لماذا لا تريدون أن تعطوا معنى لحياة الأردنيين ، لماذا لا تريدوننا أن نتحرر من عقدة الخوف من الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب ، حتى صرنا نتلمس رؤوسنا عند الصلاة هل هي للجنوب أم الجنوب الشرقي أو أن علينا أن نصلي ناحية الغرب لأن في الغرب من يخوفوننا أكثر ، لقد درسنا و تعلمنا و تثقفنا و عملنا بكد و اجتهاد و تزوجنا و خلفنا ، فلم تعلموا بعض أولادنا و من علمتموهم قلبتم عقولهم بمناهج تدعو للتطبيع و الترقيع و التجويع و التخنيع ، و لم تقدموا لنا الرعاية الصحية ، لقد قدمتم مطبا لكل مواطن مكثور الخير ، و شوارع مفسخة موسخة مقطعة مليئة بالحفر و المجاري السطحية .
يخرج علينا بعضكم بأن ابنه أصبح سفيرا ، و أخر صار ابنه وزيرا و ثالث صارت ابنته مديرة علينا ، و براتب لا تقبل أن تفصح عنه خشية العين ، و نحن الأردنيين حسودون حقودون لجوجون نحسدكم أنتم اللصوص على لقمة الكافيار التي في أفواهكم و لا نحمد الله الذي سيسأل لماذا ابن فلان وزيرا و ابن علان وزيراً و ابنة آخر مديرة للكرة الأرضية في الأردن يقول على ما قسم لنا مما وجدناه في حاويات القمامة ، و حينما يتجرأ احد منا نحن السفلة ، نحن الشعب مصدر السوء أنهم مؤهلون و يتحدثون الإنجليزية و الفرنسية و الألمانية بطلاقة و درسوا في الجامعة الأمريكية ، و لا يقولون أن الولد الوزير صار وزيرا لأن أباه وزير وجده سفير و خاله شيخ جليل ، لا يقولون أن محفل الكبار هو الذي يفتح كل الطرق لأولاد الكبار و يغلق كل الطرق في وجوه أبنائنا الذين علمناهم من الروضة حتى تخرجوا من الجامعة من جيوبنا و من عرق جبيننا ثم هاهم جالسون في منازل أبائهم ينتظرون الفرج و قابل الأيام و بعضهم أنضم إلى داعش .
كل حكومة تأتي ، تأتي رغم أنوفنا نحن الشعب مصدر السلطات ، و كل وزير اعلام متلجلج يأتي ، يأتي ليضحك على ذقوننا نحن الشعب مصدر السلطات ، و كل مجلس نيابي يأتي ، يأتي و الجزمة على رؤوسنا نحن الشعب مصدر السلطات ، يأتي المجلس بالمال الحرام و بالمناسف و الهدايا و البيع و الشراء ثم يملأ الدنيا صراخا و عويلا و مضابط لطرح الثقة بالحكومة و الوزراء ثم يصمت صمت القبور عند أول هالو ، كل يوم هو كاليوم الآخر عند التلفزيون الأردني الذي يعيش لأنه يسرق من جيوب كل الأردنيين كل شهر مع فاتورة الكهرباء حتى يبقى صامدا ، و يتحفنا بالأغاني و برامج تافهة و مقدمي برامج بلعبنوا القلب و مواضيع غاية في السذاجة و لا تصلح حتى للإطفال رغم أن القائمين عليه قد يكونوا مهنيين و فاهمين و لكن المهنية و الفهم لا يكفيان ، فبأي الآء ربكما تكذبان .
نحن الشعب مصدر السلطات نعرف أنكم طيبون و محترمون و يكثر خيركو أنكم قبلتم أن تحكمونا ، و أن تتعبوا أنفسكم بتقرير مصائرنا و ما يتحدث به البعض عن سرقات و رشا و محسوبيات و فساد في الصناديق و الأسبات و الكوارت و النمليات و الأخيرة جمع سبت و كوارة و نملية و هذه أشياء لا تعرفونها انتم الله يسلمكو لأنها من مفردات أثاث بيوتنا نحن الأردنيين مصدر السلطات ، أما أسماء أثاثكم فله أسماء تشبه ما نسمعه في الأفلام الأجنبية و لا نفقهه ، مثل أنتريه و سيتينق رووم سواريه و أخرى ماتيينيه ،أما عن الحمام فليس من اللياقة أن نتكلم فحمامتكم تصلح أن تكون غرفة طعام أم نحن فالحمام عندنا اسمه بيقرف بيت خارج ، شوفيتم ، و أطعمتكم تبدأ بالباتيه و تنتهي بكأس معتق من الويسكي بينما أطعمتنا نحن الشعب مصدر السلطات تبدأ بالفلافل و تنتهي بكأس مكرر من الشاي ، الحديث قلنا عن كل ما ذكرنا ما هو الا جهل من بعضنا و أنتم عقلكم كبير و صدركم واسع ، و تعيش الحكومة و يسقط الشعب مصدر السلطات.