تعلمنا في الإدارة أن " التخطيط الاستراتيجي " مقترن بمدد زمنية ، وبالدقة و بالعمر والطويل وهناك مبادئ واضحة لا يمكن إنكارها في التخطيط الاستراتيجي وبدونها تتحول الخطة من استراتيجية الى " سوالف حصيدة ".
وعندما نتحدث عن تخطيط استراتيجي فإننا نضع رسم و رؤية واضحة بمدد زمنية محددة تمتاز بطول الأمد بناءً على الظروف الزمانية والمكانية.
وهنا سنتوقف قليلاً عند الظروف الزمانية والمكانية ، هذا المبدأ من أهم مبادئ التخطيط الاستراتيجي على الاقل في وقتنا هذا ، لأننا نعلم بكل بساطة عن مدى سرعة التغيرات بكافة مجالات الحياة كما وأنه هناك تأثير كبير جداً من قبل الظروف الاستثنائية اللحظية ، وما أكثرها " اللحظية " في عالمنا العربي.
عطفاً على ما سبق وأكتفي بتنأول هذه المقدمة بتلك البساطة بدون تعقيدات علمية و نظريات ، اذا اردنا إسقاط هذه على الصبغة العامة للقرارات الحكومية نستطيع بناءً عليها الحديث عن أمرين هامين.
الأول أن معظم الخطط الموضوعه من قبل الوزارات وعلى اقل تقدير التي يتحدث "وفي بعض الاحيان " يتغنى بها الوزراء تخلو تماما من المدد الزمنية ، كما وأنه يتم وضع تلك الخطط وتعميمها على كافة ارجاء المملكة بدون الأخذ بعين الاعتبار بظرف المكان و الزمان، فمثلا تجد أن خطة مكافحة الارهاب تتعامل مع المواطن الاردني في مناطق عمّان الغربية بنفس الطريقة مع مواطني قرية سما السرحان بالمفرق.
تكمن أهمية وضع المدد الزمنية لتنفيذ أي خطة استراتيجية بنفس أهمية الدقة بالتنفيذ أيضا وعند الاخذ بعين الاعتبار عند وضع هذه الخطط الاسس العلمية و المهنية والتخاصية حتما سينتج لدينا منظومة جاهزة للتعامل مع أي طارئ بدون عنصر " التفاجؤ ".
الأمر الثاني وهو متعلق بشكل مباشر بالأمر الأول و يأتي كخطوة تابعة لتلك الخطوات وهو التصريح عن تلك الخطط والبرامج من قبل المسؤولين الحكوميين من الصف الأول فكم هو مؤلم أن تجد وزير يتحدث عبر فضائية في بث مباشر عن خطة استراتيجية شاملة لوزارته "الشباب " بدون ذكر آلية تنفيذ و بدون ذكر مدة زمنية والمؤلم اكثر أنه حاصل على بكالوريوس في الإدارة ، ومنهم الكثير ولكن لا يسمح المقام لذكرهم.
المشكلة في بعض الاحيان لا تنتهي عند المسؤولين بوضع الخطط أو بمعرفة أدنى مبادئ التخطيط ، المشكلة تستمر لتصل الى الطريقة الاستفزازية في شرح هذه الخطط وهنا نبدأ بالاستشعار بأن حتى الخطة الاعلامية أو التسويقية لهذه البرامج تعاني من المرض ذاته وبدون أي تغذية راجعة.
وأود أن أنهي هذا المقال بذكر أن في علم الإدارة يتم وضع الخطط الاستراتيجية من الأسفل الى الاعلى ويتم التعامل في بداية الامر مع الخطط الفرعية والجزئية ثم الارتفاع للوصول لأعلى مستويات الإدارة كما وأنه بنهاية كل خطة استراتيجية هناك هدف يجب الوصول له ولا بد أن يكون الهدف محدد و واضحاً وليس عامّاً وشاملاً.