وفاءً منا لشهداء الوطن الأبرار، فقد قمت بإعداد مقترح مبادرة باسم "يوم الشهيد" وسأتقدم بعرضه على دولة رئيس الوزراء ليُصار الى تنفيذه بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة وضمن الأطر القانونية والتشريعية.

حيث تتمثل هذه المبادرة بمشاركة وطنية على مستوى القطاعين العام والخاص ، بحيت يتم المساهمة بشكل اختياري براتب يوم وظيفي واحد من كل عام يتم اقتطاعه من قبل المؤسسة التي يعمل بها الشخص بدءاً بكبار موظفي الدولة وذوي الفئة العليا، وبالتالي يتم تأسيس صندوق استثماري باسم "صندوق يوم الشهيد" لإيداع المبالغ المقتطعة به ويكون موجهاً لرعاية ودعم أبناء وأسر الشهداء. ويتم تنفيذ المبادرة من خلال التعاون ما بين وزارة تطوير القطاع العام ووزارة المالية للإشراف على رصد المبالغ المحصلة من المؤسسات الحكومية ومؤسسات الدولة، إضافة الى مؤسسة الضمان الاجتماعي التي ستشرف على رصد مساهمات العاملين بالمؤسسات الخاصة. و من ثم يتم استثمار إيرادات الصندوق بما يسهم في تحسين مستوى معيشة أسر الشهداء وتوفير مصدر دخل لهم عبر إيجاد مشاريع إنتاجية لهم وتوفير فرص عمل وبإشراف خبراء اقتصاديين إضافة الى تقديم الخدمات لهم بما فيها الخدمات التعليمية . حيث يتوقع أن تبلغ قيمة الصندوق في حال المشاركة الوطنية ما يقارب العشرة ملايين دينار في كل عام.

ويتم تحديد يوم عند بداية كل عام من قبل الدولة ليكون "يوم الشهيد" ليتم فيه التقدم بالمساهمة بصندوق الشهيد وذلك إحياء لذكرى الشهداء. و قد يتزامن هذا اليوم مع اختيار تاريخ ملحمةٍ سطرت المجد في جبين الوطن مثل ذكرى استشهاد الكساسبة والزيود ووصفي وهزاع وغيرهم، بحيث تبدأ المبادرة باختيار يوم واقعة "قلعة الكرك" موعداً لانطلاقتها.

وقد تقدمت بهذه المبادرة وفاءً لشهداء الوطن وتمثيلاً للُّحمة الوطنية والتضامن الشعبي، فالأردن جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى. و ليس أكثر تضحية و إخلاصاً للوطن من أن تكون الروح فداءً له. فيترك الشهيد أهله و فلذات كبده ليلتحق بركب السمو و المجد ملبياً نداء الوطن للذود عن حماه ، مدافعاً بذلك عن كل أبناء الشعب فيموت هو لينعم بالأمن غيره و تبقى ذكراه العطرة بيننا. و لا ننسى أننا سنقدم للشهيد يوماً واحداً في حين أنه قد قدم لنا عمره.

النائب معتز ابورمان.