الإعلام و التشويشسارة طالب السهيل
26-12-2016 04:22 AM
عندما نقلّب بين قنوات الفضائيات أو بين أوراق الصحف أو المواقع الإلكترونية نجد الدسِم و الخفيف. الجيد و السيئ الوطني و المدسوس فبدأنا نميز و نختار بينهم بعدما غربلت الظروف التي تشهدها بلادنا هذه المنابر بمواقفها الوطنية أو اللأوطنية. ومع تطور الإعلام الخاص وتقنياته العإلىة فرض حضوراً طاغياً في المعالجات الإعلامية منذ الغزو الامريكي للعراق وتواصله مع ثورات الربيع العربي لكنه في المقابل لم يهتم سوى بجانب الاثارة التي تجذب الجماهير ومن ثم تجذب المعلنين، ولأن سلاح الإعلام أشد فتكاً من قاذفات القنابل، فان بعض وسائل الإعلام الخاص تم استخدامها في تفكيك الشعوب وتذكية الفتن الطائفية عبر عمليات غسل العقول مثلما حدث في العراق وسوريا وإلىمن وليبيا، والله يستر على باقي الدول العربية. أخيراً انتبه بعض الساسة لمخاطر الإعلام الخاص بعد ان ثبتت أضراره على الأمن القومي العربي، وما يحدثه من فرقة بين الشعوب العربية وهدم للهوية وللروح الحضارية، ولكن يقظة الساسة العرب جاءت متأخرة جداً لان بعض وسائل الإعلام الخاص نجح خلال ما يقرب من خمسة عشرعاما في صناعة أجيال من الشباب تعاني خللاً في منظومتها الفكرية والأخلاقية بعد أن نشأت على أفكار هذا النوع من الإعلام الذي قلب موازين القيم الأنسانية والدينية المتعارف علىها فجعل عبرالأفلام والمسلسلات الدرامية من السرقة والسطو بطولة، وحول النصب ذكاء، وقدم مفهوم بر الوالدين على أنه ذل، ويقدم الميثاق الغليظ كالزواج باعتباره رق واستعباد. وأصابت بعض وسائل الإعلام الخاص المجتمعات العربية بأمراض مستعصية بتحويل طاقات الشباب إلى طاقات مهدرة وأناس كسالى عبر برامج استنزفت أوقاتهم وعملت على إلهائهم عن النبوغ العلمي والفكري ببرامج هابطة، ومسابقات خأوية ثقافياً، و الأنكى من ذلك انها غرست في عقولهم ووجدانهم الحاجات المادية وأماتت الجوانب الروحية فتحولوا إلى مستهلكين غير فاعلىن ولا منتجين في مجتمعاتهم . واستمراراً في ضرب الشخصية العربية بالصميم وهدم هويتها الأخلاقية فان هذه تواصل سمومها بإعلانات بعض المنتجات التي لا تناسب عرضها على الشاشات، ونشر برامج الخرافات والشعوذة مثل برامج فك السحر وطرد العفاريت، وجلب الحبيب وغيرها. بينما تحفل البرامج السياسية في الإعلام الخاص بنشر أنواع العنف اللفظي الذي يتجأوز الادب إلى القذف والسب والشتم ين الضيوف المتحأورين خادشين بذلك حياء الجمهور، ومكرسين لنوع من ثقافة الحوار العنيف، فأي تسامح وآداب يمكن ان ننتظرها في مجتمعات يسيطر علىها هذه الانواع من الإعلام؟! وبات لكل صاحب وجهة نظر، ان هذا اللون الإعلامي لا يعرف سوى نشر الفوضى بلغة الاثارة تماما كالصحافة الصفراء قديما لتحقيق مكاسب وقتية وتصفية الحسابات بين الخصوم على حساب مجتمع بأسره، و التوظيف في نشر الأفكار الطائفية والمذهبية لتفتيت شعوب المنطقة وتناحرهم. أما المؤسسات الإعلامية التشريعية في عالمنا العربي فهي مطالبة بسرعة تشريع القوانين الإعلامية والصحافة التي توفر الضوابط المهنية التي تحفظ المجتمع من التدني الاخلاقي والحضاري ليتحول العمل الإعلامي كما كان، بدلا من أن تعمل على تدمير الهوية العربية بداخل أطفالنا ويخلق لنا جيلا لا يشبه العرب بل مسخ ليس له روح.
وفي المقابل، فانه ينبغي تحفيز أية وسيلة إعلام خاص تكرّس للحفاظ على قيمة الوطن، وتكرس برامجها لتشكيل الوعي ونشر القيم المعرفية والثقافية والأخلاقية والفنية الراقية التي ترتقي بالإنسان بعيداً عن أي ابتذال أو عنف، وتحفز الشباب على العمل والعلم معاً للمستقبل الواعد بالخير . |
دوما متألقه ايتها السارة بأفكارك الخلاقه ... المفعمة بالاصالة والعروبة والبراقة بكل معنى جميل...بوركت
أبدعتي
ياريت لو نشر هذا المقال عبر التلفاز وقت المسلسلات و الاخبار و المباريات حتى يصل للكل من يحمل بطيخة بين كتفيه بدل الرأس
نعم اشاره جميله لواقع اعلامي دخيل. ومتخلف وصنع بماكنه غربيه لتدمير العقل والفكر والاخلاق العربيه وللاسف عدم الانتباه من قبل اصحاب القرار او عامة الناس وأشد على اخر بحثك بان يجب تحدث صحوه اعلاميه. لتنشيط العقل العربي من سباته الى عقول نيره متفتحه شكرا الك للمنشورك الرائع
مقالة رائعة...ليت الإعلاميين يقراؤها ويحترموا عقلية المواطن القارئ ويلتزموا بالحيادية....شكرا
مقال رائع استاذة سارة..
لكن الاعلام الرسمي او الحكومي مقصر في مسالة الانفتاح والتواصل مع الناس.. الاعلام الرسمي ....وهنا مشكلته.. لو كان الاعلام الرسمي جريئا فانه سيحظى بالقبول والاحترام اكثر واكثر ولن يجد اي متطفل فجوة لاختراقه.. كما سيحظى بالمصداقية .. لكن للاسف دائما الاعلام الرسمي في معظم الدول يضلل الجمهور ما يسمح للاعلام الخاص بالانفراد بالجمهور وعلى هواه.. الحل في الجرأة والطرح الصادق حتى لو ادى الى جلد الذات.
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة