اختلط الحابل بالنابل في مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت ( فيديوهات ) تصور جرائم قتل بشعة لمدنيين وجميع تلك الصور تأتي من مصادر غير رسمية وغالبا مجهولة فيما ينفي الروس والنظام السوري والايرانيون وقوع تلك المجازر ويتهمون الغرب بفبركتها تماما كما فبرك الكثير من الجرائم قبل الحرب على العراق لإثارة الرأي العام العربي والدولي .
ولعلنا نتذكر كيف تبين أن الادارة الامريكية سبق أن استعانت بشركة سينمائية بريطانية لفبركة فيديوهات عن الحرب والجرائم في العراق قبل وبعد سقوط نظام صدام حسين .
واخيرا خرج القيادي في حماس محمود الزهار ليقول ان المجازر المنسوبة الى النظام السوري تمثيليات غير حقيقية من الغرب بهدف اسقاط الرئيس بشار الاسد .
ان الحرب الاعلامية التي يشتد أوارها الان عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت تجعل الحليم حيرانا ,فهذا يتهم ذاك بالمجازر ويرد آخرون بأنها اكاذيب لتأجيج الصراع الطائفي وتقسيم سوريا , وفي وسط هذه المعمعة فانه لأمر غريب ومحير ألا يطلب أحد تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بغطاء دولي وعربي لكشف الحقائق وتحديد المسؤوليات .
إن الصمت المطبق في الجامعة العربية مريب والصمت الرسمي الدولي أيضاً مريب اذ لم نسمع تصريحات رسمية دولية تؤكد وقوع مجازر وتوثقها في الوقت الذي تنتشر فيه كل اجهزة المخابرات العالمية والعربية على الارض السورية , واذا ما تابعنا مقابلات المحطات الفضائية مع اللاجئين السوريين فاننا نسمعهم يتحدثون عن الدمار والجوع والجرحى ولم نسمع احدا منهم تحدث عن عمليات ذبح واعدام ميداني شاهدها بأم عينيه .
صحيح أن تدمير المدن على رؤوس المدنيين جريمة حرب , وقمع المعارضين بالدم منذ البداية جريمة , ومنع المواد الاغاثية والطبية ومنع الوصول للجرحى ايضا جريمة حرب ولكن الاحتماء بالمدنيين كدروع بشرية ايضا جريمة حرب .
فاذا كان النظام السوري وحلفاؤه صادقين في نفيهم لوقوع مجازر , واذا كانت المعارضة السورية ومن يحالفها صادقين في وقوع مجازر وجرائم حرب ضد المدنيين فان على الطرفين المطالبة والقبول بلجنة تحقيق دولية عربية تباشر عملها بحماية دولية على الارض في مواقع الطرفين لكشف الحقائق ونشرها امام الرأي العام وتقديمها الى الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية .
هذه هي الوسيلة القانونية لحسم اختلاط الحقائق بالشائعات في المعركة الاعلامية المستعرة .