كنت وبعض الأصدقاء والمعارف نتجاذب أطراف الحديث ، نتنقل بين مختلف الموضوعات إلى أن أخذنا الحديث لموضوع الغلاء العالمي للأسعار وضرورة أن نفكر جديا بالعمل على تغيير الكثير من انماط الاستهلاك المعتادة في بلادنا بدءا بالتقليل من كميات شراء الخضروات والفواكه طبقا للحاجة اليومية وانتهاء بعدم اعتماد قوائم الطلبات المعدة مسبقا من سيدة البيت والإستعاضة عن ذلك بشراء الأصناف ذات الأسعار المعقولة مع التأكيد على أفضلية أن تقوم السيدات بالتسوق بدلا من إعطاء القائمة المطلوبة للرجل الذي لا يتمتع بنفس الكفاءة باختيار البدائل .
اتفقنا على أن نبدأ بتطبيق الفكرة على بيوتنا أولاًِ وبدأ كل واحد منا يجمع ويطرح ليحسب لنفسه قيمة الوفر الذي سيحققه ، هممنا الإفتراق على أمل التوفير لولا أن قطع حبل أفكارنا أحد الحضور متسائلا إن كان ذلك الوفر سيكفي لدفع مخالفات السير المتحققة على سياراتنا الخاصة في ظل الحملات المرورية المشددة والتي يبدو أن هدفها الجباية قبل الإرشاد وحماية الأرواح ، أجبناه جميعا بأننا لم نقم بأية مخالفة بل زاد بعضنا بقوله إنه قد ختم أوراقه من قسم المخالفات في دائرة الترخيص عندما قام بتجديد رخصة سيارته قبل شهر واحد فقط من تاريخ اليوم .
ابتسم صاحبنا ابتسامة المتشفي وقال يبدو أنكم لم تسمعوا بالكاميرات ولا بالدوريات المدنية ولا حتى بطريقة الإستفسار عن قيمة مخالفاتكم ( التي لا تعلمون بارتكابها ) عن طريق الهاتف الخلوي ، لنبدأ واحدا تلو الآخر بإعطاءه أرقام سياراتنا ليبعث برسالة قصيرة (sms ( مكونة من حرف خ ورقم لوحة السيارة إلى الرقم 94410 لتأتي الإجابة بقيمة المخالفات المتحققة خلال ثوان معدودة ولنكتشف بأن أقلنا عليه أن يدفع مبلغ مائة دينار في حين أن على أحدنا أن يبيع سيارته لتسديد قبمة مخالفاته ! تكسرت أحلامنا في التوفير ولم يبق لدينا سوى سؤال واحد لدائرة السير هو كم من الأمان تحقق على طرقاتنا نتيجة ارتفاع قيمة التحصيل من المخالفات ويا حبذا أن تكون الإجابة مدعمة بالنسب والأرقام ونوعية المخالفات( حسب مدى خطورتها )علنا نحتسب أمرنا لله في حال مساهمتنا بتحقيق الأمان المنشود .
mustafawaked@hotmail.com