نبحث في اللامركزية وتفويض الصلاحيات والقرار الميداني ، وندعو المسؤول للجراءة في اتخاذ القرار، لكننا نقيده عرفا وعادة ان لم قانونا، بالا يتخذ أي إجراء دون مشاورة « المرجعيات « وهذا الحال يلمسه المواطن يوميا في معاملاته بالدوائر الحكومية ، ولكنه يتكشف في الازمات، فتدب الفوضى وسوء التنسيق وضعف الاداء وسوء المنتج.
الخسائر تتضاعف ،خاصة اذا كانت الادارات العليا موضوعة في غير مكانها وتخصصها ، ويظهر سوء الادارة والتنسيق وضعف القرار خاصة في الاعلام «الرسمي» بالتحديد ،لانه في الواجهة ، فقد يكون فشل «اعلام الازمات» ليس بسبب ضعف الموظفين ،بل قلة دراية مراجعيات ،وتمسك ادارته العليا بمركزية القرار ،حتى في خبر بسيط ،وترتيب اولويات البث والنشر.
في أرشيف الاعلام القريب، ان مرجعية اشارت على التلفزيون بث «انفجار اسطوانة غاز» عند الطلب منها بث خبر تفجيرات فنادق عمان.
الملك الحسين رحمه الله ربط مصير معاهدة السلام مع اسرائيل بحياة خالد مشعل ،عند محاولة اغتياله في عمان ،بينما وزير الاعلام أنذاك أصر على انها
طوشة» ، فيما أخرون يصرحون امام الناس بكلمات ويريدون من الاعلام الرسمي نقل غيرها.
وزير اعلام سابق لا يعرف شيئا في الاعلام ،ولا حتى صحفي واحد كما اقر ،عقد اجتماعا في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وتحدث المدراء عن التطوير والمهنية..فسألهم..لماذا لا نرى ذلك على الشاشة وبالتحديد في نشرات الاخبار ؟
فكانت الاجابة جريئة من احد مدراء الاخبار «..يبدأ معد نشرة الثامنة عمله بحدود الساعة السادسة وتبدأ التلفونات « من فوق « نريد المعلومة التالية ولا نريد تلك ، نريد ترتيبه الاول وترتيب الخبر الفلاني الاخير ، نريده كذا دقيقة مع عرض مصور ، والى اخره من الامور ،والويل له إن أخطأ في الترتيب او حاد عن الأوامر ، وبذلك تخرج النشرة كما تراها يا معالي الوزير..ووعد الوزير بالتدخل لكنه لم يفلح بتغيير الواقع.
في النهاية تتغلب الشخصنة والمصلحة الأنية على المهنية في الاعلام ،ليس حبا في الشخصية المراد الاهتمام باخبارها،بل حفاظا على المنصب ، فيبتعد المواطن عن الاعلام الرسمي ويلجأ للخاص والتواصل الاجتماعي ،ومهما حذرت الدولة من نشر الشائعات وضرورة اخذ المعلومات من الاعلام الرسمي لن يجدي ذلك نفعا..فهل نعيد للاعلام الرسمي مهنيته ونتخلى عن حجة « اوامر من فوق « ، كي نستخدمه في الازمات ويصبح مصدر ثقة فالمستقبل عصيب يحتاج لاعلام مهني حرفي.
الراي