facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مبادرة "حاور"


د. لؤي بواعنة
24-12-2016 07:59 PM

كلنا أفراداً وجماعات في الأردن ضد التطرف و التنظيمات والجماعات الإرهابية سواء كانت إسلامية ,او لابسة ثوب الإسلام .هناك أوجه للخلاف بيننا وبينهم ,حيث كل منا ,ومنهم يعتقد بصحة مقصده ومبتغاه وسياسته ومنهجه وعدالته من وجهة نظرهم (حتى وإن كانت خطأ), إلا أننا في في النهاية كمقاوميين للتطرف والإرهاب سننتصر في النهاية ,لأننا نتمسك بقيم الإسلام الصحيح ,وهم يتمسكون بالفروع وكل ما هو مخالف .

هذا وقد ثار في الايام الاخيرة ,وخاصة أثناء وبعد حادثة الكرك الأمنية ضد الغلاة والخارجين عن القانون (كما وصفهم الإعلان الرسمي ) بعض الأحاديث والنقاشات عن الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء ظهور مثل هذه الفئات المتطرفة , فتحدث بعضهم عن فهمهم الخاطئ للإسلام ,وبعضهم عن أسباب اجتماعية واقتصادية كالفقر والبطالة وغيرها , داعين لمزيد من الجهود للتركيز على هذه الجوانب , والبعض الآخر كال وساق اللوم والعتب لجهات تعليمية كالمدارس والجامعات , وآخر للعلماء ومنابر العلم والشريعة الدينية كالمساجد واضعاً عليهم مسؤلية كبرى وهامة في الدعوة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ببيان سوء فهمهم ورفض الإسلام وتعاليمه لمنطقهم وسياستهم في الإصلاح المتمثلة بالعنف والقتل.

وكل ما قيل في ذلك بحاجة لجلسات حوارية لبحثها بحثا كافياً لمعرفة صحتها من عدمها ,ووضع آلية معينة للعمل بها بدقة,ولكن بدرجات مختلفة. في حين تصدر المشهد في الجانب الآخر أنصار الرؤية و الزاوية الأمنية منطلقين في ذلك من رؤيتهم لحجم الضرر والتخريب المجتمي جرّاء تللك الأعمال حيث تخويفهم للمجتمع الأمن المضياف لكل اللاجئيين والمتمثل بإيقاع القتلى وسفك الدماء بين صفوف قوات الأمن والدرك والمدنيين حيث شهداء الوطن شهداء الواجب , وشعارهم المناداة بتتضييق الخناق على أولئك الغلاة المتأسلمين والمدعيين للإسلام بأشكاله المتنوعة بين السلفي او الجهادي , وبين جيوش الفتح للشام او للعراق او لغيرها من الاسماء المرتبطة بالإسلام, حيث القيادات الدينية الرمزية بين ابوقتادة والقعقاع والحارث و وابو مصعب , وابو بكر وغيرها ,وكلها اسماء جاذية للشباب اليافع المتعطش لقيم الإسلام ومحبته ,حيث الفتوحات والعدالة ورفع راية الإسلام وإسقاط دولة الفرس والروم . من واجبنا الوطني كمزاولين لمهنة التعليم ومحتكين بفئة الشباب ان نحاورهم باللتي هي أحسن , مع أنها مهمة صعبة للغاية وليست بالسهلة لكنها مسؤوليتنا الوطنية التي تقتضي منا ذلك.


وللحوار المطوب منا نحو هذه الفئات هنا مفاهيمه وعناصره وأركانه , فنحن بحاجة إلى أدلة واقعية مقنعة للرد على تساؤلات أولئك الشباب , وحواراتهم للقضاء على كل فكرة رديئة وخاطئة في مهدها قبل استفحالها ان لم تجد جوابا مقنعا لأولئك الشباب المغرّر بهم. وهذا جزء هام من استراتيجة وطنية وضعها جلالة الملك قبل سنوات مع بدء الربيع العربي لمحاورة التكفيريين؛ الفكر بالفكر , إلا أنها لم تنفذ من قبل مؤسسات الدولة , وهذه سياسة ناجعة لو تم الاستمرار في نهجها والوقوف عليها لاثمرت ثمراً طيباً. من على هذا المنبر أدعو المؤسسات التعليمية جميعها لرفع مبادرة حاور , أقنع و ناقش, تحدث, عبر و لا تخف أنت في الأردن , والقانون والدستور هما الضمانات الأساسية للحوار بيننا, خالفني لا يعني أنني سادعك بالسجن ,

أحاورك لأصوّب خطأً عندك بأن كل من لا يطبق الإسلام كما ترى كافر,

أحاورك للنناقش مستوى العدالة في الأردن مقارنة بدول الجوار, اناقشك بحل مشاكلك الاقتصادية كالبطالة والفقر حتى لا تتحول لناقم على الدولة عندما ترى فساداً ماثلاً ولا يجد من يحاسبه , أحاورك بان الرسول أقام علاقات في المدينة المنورة مع كل الاطياف فيها ,ولم يكن منغلقا ومنعزلا .

احاورك بالاستعانة بالادلة والامثلة من السنة النبوية ,على ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجز القتل بل ,عده حراما كحرمة هدم أسوار الكعبة ,نحاوره بالمفهوم الحديث للنظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في النظام الإسلامي , مع التاكيد على ان الإسلام دين يسر ,وليس دين عسر وان الإسلام دين سماوي يؤمن بالانفتاح ولا يؤمن بالانغلاق.

جميعنا نحترم الدين والعقيدة فهي اساس حياتنا ,ومنظِّم رئيسي لها, لا احد كاره للدين, لكننا في الأردن وسطيين , لكن لدينا بعض المتشددين المغرّر بهم ,(وهم قلة), الفاهمين الدين فهما خاطئاً منغلقا, يائساً بعض الشيء , ناقماً شيئاً آخر , مقبلاً على الآخرة أكثر من الدنيا , متناسياً أن كلاً منها بحاجة للجد والعمل ,متصوراً بأنه هو في جانب الله مطبّقاً لقواعده,والآخرون بعدون عن ذلك بما يراه خروجاً عن قواعد الإسلام , الا ان هذه الفئه قليلة , من السهل حصرهم ومحاورتهم بالفكر والحجة , وبالتالي القدرة على تحييدهم والتخلص من خطرهم قدر الامكان , بتحويلهم لمواطنين صالحيين مشاركين في المجتمع ومتفاعلين معه .أعتقد أننا جميعا معنيّون بزيادة ثقافة الحوار وترسيخها من جديد مع افراد مجتمعنا وخاصة أولئك الفئة المغرّر بهم او قد يغرر بهم ,والعمل على ذلك النهج ضمن استراتيجية وطنية شاملة , مع تأكيدنا انها ليست بالسهلة لكنها أجدى نفعا من غيرها ,خاصة مع تنامي فكرة الإرهاب والتطرف في الإقليم وهو تيار جارف يعمد القائمون على الترويج له بكل الوسائل التكنلوجية المتاحة للتغرير بهذه الأجيال .

وأعتقد انها مبادره قابلة للتطبيق والنجاح خاصة اذا افترضنا ان ثقافة الحوار ووسطية الإسلام تلقى بيئة خصبة في بلدنا الأردن ,حيث رسالة عمان وغيرها من المبادرات الملكية في هذا المضمارالتي تفتح المجال لمزيد من الحوار والنقاش في قضايا جدلية ,إلا ان الإسلام اكبر من القضايا الخلافية كلها , للوصول لمجتمع إسلامي ,متعاون متفاهم متحاور متحاب متسامح, يبني لا يهدم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :