إلى صقور الأمن: عملكم من أعظم الحسنات وأجَلّ الطاعات
عصام موسى هادي
24-12-2016 05:46 PM
قال الله تعالى: { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]
قال الإمام الطبري في تفسيره (10/ 243): (( وهذا بيان من الله عَزَّ ذكره عن حكم"الفساد في الأرض")).
وقال السعدي في تفسيره: ((وإذا كان هذا شأن عِظَمِ هذه الجريمة، عُلِمَ أن تطهير الأرض من المفسدين، وتأمين السبل والطرق عن القتل وأخذ الأموال وإخافة الناس؛ من أعظم الحسنات، وأجل الطاعات، وأنه إصلاح في الأرض، كما أن ضده إفساد في الأرض )).
نعم فما أقدمت عليه قواتنا الأمنية من قمع لهذه الفئة الضالة الخارجة على الدولة والقانون من أعظم الحسنات وأجل الطاعات والقربات إلى الله؛ لأن أمن البلاد والأعراض والأموال مقصد عظيم من مقاصد الشريعة قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]
ولذلك جعل الإسلام حمل السلاح في وجه الدولة والناس من الفساد العظيم والذنوب الكبيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ومسلم: «من حمل علينا السلاح فليس منا » بل أهدر دم الخارج على الناس بالسلاح فروى النسائي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ شَهَرَ سَيْفَهُ ثُمَّ وَضَعَهُ فَدَمُهُ هَدَرٌ» ومعنى ثم وضعه أي في الناس، يعني أنه ضربهم به.
فحمل السلاح في وجه رجل الأمن جريمة نكراء لا يجوز السكوت عليها ولا التقليل من شأنها؛ لأن من تطاول على رجل أمن فكأنما اعتدى على الأمة كلها، وإن هيبة رجل الأمن من هيبتنا، فهو المكلف بحفظ أمننا وستر عوراتنا وحماية أعراضنا وأموالنا وأنفسنا، وإن هذه العيون الساهرة على أمننا ينبغي أن تبقى محل تقديرنا واحترامنا، وإن هذه الدماء الزكية التي سُفكت من أجل أمننا هي من أغلى الدماء، وإن أصحابها قد نالوا من الشهادة بإذن الله ذروتها ومن الشرف والمجد والكرامة بغيتها لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف شهداء أمته على أيدي الخوارج التكفيريين «شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتِيلٍ مَنْ قَتَلُوا )).
وينبغي أن يقف الناس في صف واحد في خندق الأمن ضد هؤلاء المجرمين الخارجين على مجتمعنا والمهددين لأمننا، ولابد أن تتكاتف جهود الجميع في التحذير من الإرهاب والتطرف وتعرية أفكارهم وبيان فساد مناهجهم وأنهم فئة باغية ظالمة شوهت جمال الإسلام وسفكت الدم الحرام.
فرحم الله شهداءنا، وبارك في جهود وصحة ووقت عيوننا الساهرة والأُسد الرابضة المدافعة عن أمننا وحياضنا، فلهم منا كل شكر وتحية إجلال وإكبار.