أزمة الكرك وسقوط آخر للإعلام الرسمي
د.امجد أبو جري آل خطاب
24-12-2016 05:09 PM
إن إدارة الأزمة تعني علم وفن السيطرة على الموقف ، وتوجيهه بما يخدم الأهداف المشروعة من خلال إدارة الأزمة ، ويُعتبر الإعلام من أهم العناصر في إدارة الأزمات حيث يمثل بؤرة اهتمام الرأي العام عند حدوث أي خطر يمكن أن يهدد أو يمس المصالح العامة للجمهور، ومن هنا فإن الإعلام ممكن أن يلعب دوراً إيجابياً في إدارة الأزمة أو يكون دوره سلبي ، فإذا قدّم الإعلام أو القائمين على إدارة الأزمة تقريراً مفصلا يتناول جميع عناصر الأزمة وتأثيراتها وتداعياتها بوجود وسائل إعلام تتمتع بالمصداقية هنا يكون دورالإعلام إيجابياً ، وعلى الجانب الآخر قد تؤدي وسائل الإعلام دوراً سلبياً في معالجة الأزمة عن طريق التعتيم الإعلامي وإن كان هذا التعتيم جزئياً أو كليّاً
.
إن المتتبع للأحداث الإرهابية التي وقعت في الكرك (ترقى لأن تكون أزمة عانى منها الشعب الأردني ) وكيفية تعامل الإعلام الرسمي والأهلي معها نلاحظ أنه كان هناك تفاوت كبير بين المؤسستين الرسمية والأهلية إلى حد ما ألا وهي الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي (الإعلام المجتمعي ) . حيث برزت مواقع التواصل الاجتماعي كأدوات إعلامية يعتمد عليها الجمهور الأردني من خلال التواصل وتقديم المعلومات وتفسيرها وتحليلها وتقديم التنبؤات حول الأزمة ، وهذا مايهم المواطن بعد حصوله على المعلومات الأولية للحدث، فمنذ بداية الأحداث أصبح الفضاء الإلكتروني يعجّ بتقديم المعلومات المعرفية التي يحتاجها الرأي العام الأردني في ظل الظروف التي كانت سائدة حيث أن الاعتماد عليها شكل تأثيرات وجدانية سلبية حيث تنامى شعور الخوف بسبب تهديد المصالح الوطنية العليا وهذا نتج عن الإطار المستخدم في تقديم المعلومات الأولية عن الحوادث الإرهابية وتأثيراتها مما نتج عنه تأثيرات سلوكية دفعت بالمواطنين للتصرف بتلك الطريقة التي عُبّر عنها في مواقع الأحداث وباقي مناطق المملكة .
في المقابل كان الإعلام الرسمي بعيداً كل البعد عن اهتمامات الرأي العام الأردني ومن المعروف والمثبت علمياً أن الجمهور يعتمد على الإعلام الرسمي المحلي في حصوله على المعلومات الأولية وبالذات التلفزيون الوطني أثناء الأزمات لكن كان هناك تعتيم وغياب كامل عن الرأي العام الأردني وهذا يلاحَظ في أغلب الأزمات التي تحصل في الأردن ويعتبر هذا سبباً رئيسياً في فقدان الثقة في الإعلام الرسمي.
ومن هنا يُتطلب من الحكومة ومن خلال أجهزتها الإعلامية المختلفة أن تعمل بالتعاون مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات على إعداد خطط استراتيجية لتطوير الأداء الإعلامي خلال إدارة الأزمات كي لايسقط الجمهور في براثن الإشاعات (كما حصل في الأزمة الأخيرة التي واجهناها ) والذهاب إلى وسائل إعلامية غير موثوقة، والأنكى من ذلك أن يذهب بعض الجمهور إلى وسائل إعلامية لها أجندات سلبية تجاه الأردن .
فهل نتعلم من أخطائنا ؟