هاهي قلعة الكرك تطل علينا مؤابية عربية إسلامية، تحمل عبق الماضي وأريج الحاضر وعطر المستقبل , تكتب سطوراً في العطاء والانتماء للوطن والأمة .... تطل علينا وهي تحتفي بذكرى لكل الذين عاشوا على ترابها أو دخلوها ليكونوا عوناً لأهلها في التحرر والانعتاق كميشع وصلاح الدين والظاهر بيبرس والهاشميين الأحرار وأهلها الذين ما خانوها يوماً ولاجعلوها ذليلة بل حرة أبية عصيّة على الدخلاء , فكانت ولاتزال بوابة للحرية والانعتاق ....تحتفي بشهداء جدد على أسوارها مدافعين عنها؛ عن الأرض والعرض .... شهداء يروون بدمائهم الزكية الطاهرة أرض العزّة والكبرياء ...أرض الكرك والأردن ليُطلع دحنوناً بهياً ..مدافعين عن الكرامة والأمن وطمأنينة أهلها،ومعلنين أنها ستبقى على الدوام بوابة للخير والحرية والخلاص من كل الشرور والآثام .

قلعة الكرك رغم كل الضجيج تخرج كعادتها شامخة بأبنائها وأهلها وجملية كموال وقصيدة هجيني كركية تُغنّى بصوت عال رخيم تتجاوب أصداؤه في كل بوح حولها ...تردد 

طاب الموت ياكركيه....الموت ولاالدنيه
شعب وجيش ...وامن ودرك ...كلهم كرك
شعب وجيش ...وامن ودرك ...كلهم كرك

إنها قلعة المدينة، والمدينة القلعة العصية دائماً على كل الغزاة مهما كانت مسمياتهم وطوائفهم وأجناسهم ...إنها قلعة المناضلين والأحرار..قلعة عليا الضمور وحابس المجالي وكل الأحرار من أهلها، وقلعة كل الحالمين بالحرية والعدل والكرامة

.
فسلام على أرواح شهدائنا الغرالميامين وسلام على الأرض العربية التي ماهانت يوماً ولن تهون أمام كل المارقين وكل خوارج العصر وسيبقى الشهداء أكرم منا جميعاً وسيبقون منارات تهتدي بها كل الأجيال مهما طال الزمن لأنهم بدمائهم جددوا العهد والولاء للوطن ولكل نشمية كركية وأردنية ولّادة للحب والشهادة والعطاء والحياة.