نحاضر عن الاعلام ووحدة الصف الوطني في مواجهة الارهاب.. نعم, ولكن برنامج الاعلامية الذكية «يسعد صباحك» كان نموذجاً مدروساً للاعلام في المعركة مع الارهاب. بانتقالها الى الكرك, ولمتها لأهل الابطال وأهل الشومات. ودون خوف من الحقيقة.
.. الاتكاء على مقابلات الشارع, واغنية وطني وانا الاردن, والكلام الكبير لا تصنع إعلاماً هادفاً, لانها تعيش على الصدفة والمعلبات, والصدفة لا تصنع يقيناً, والمعلّبات عجز عن وجبة تطعم وتروي.
هرج الكركية والمعانية واربد الخرزات كان دائماً زاد الملك الشهيد المؤسس الذي كان عندهم «سيدنا» وكانوا له العزوة. وكثير من اخواننا العرب كانوا يعيبون علينا كلمة سيدنا, وكنّا نفخر بها لانها اللقب الطبيعي لآل البيت, ولقادة التحرر القومي, والان نقول للذين لم يقبلوا خطابنا: دونكم سيدكم الولي الفقيه الذي ورث عبدالناصر, وصدام حسين وحافظ الاسد.
هرج الكركية كما قدمه البرنامج الذكي, يسعد صباحك, هو حديث القلب الاردني, ومادة اليقين. والعيب كل العيب ان نستبدل كل ذلك بالتويتر والفيس بوك, ومرجلة الكلمة الوقحة. وعلى إعلامنا الوطني وقد وقع في التغريب, ومطاولة التراث الحقيقي, وفي ما هو ابشع.. في الدم والحقد والتفخيخ, على إعلامنا أن يعود الى المنابع الصافية في التعامل مع ذاته أولاً. واستحضر هنا كلمة لزعيم الصين ماوتسي تونغ واوامره الدائمة في الثورة وفي الدولة: تعلموا من الشعب, لا من كارل ماركس وانجلز ولا من لينين وستالين, فالفلاح الصيني لا يعرف كيف يلفظ هذه الاسماء.
تعلموا من الشعب, لأن التطور والتغيير ليسا غير فتح الطريق امام المسيرة المستمرة. ولعل ميزة عبدالله الثاني انه كان دائماً في حضن الشعب فهو الوحيد الذي يضم بين ذراعيه الطفل والأم والجدة والشيخ.. ليس مجازاً وانما–كما يقول الاميركيون–بلمس اللحم.. فالقائد يجب أن يعرف عطر الناس.
الراي