منذ قيام إسرائيل العام 1948 و حتى كتابتي هذه السطور لم يستطع الجيش الإسرائيلي كتمان خوفه.. و رعبه من ‹ الجبهة الشرقية ‹ مع أنه الجيش الأقوى في المنطقة ( و ينفرد ) بأنه يملك سلاحاً نووياً و منذ نحو 60 عاماً...
و تتردد هذه المخاوف الإسرئيلية المعلنة من (الجبهة الشرقية) على ألسنة الكثير من الباحثين و الكتاب و أساتذة الجامعات وكبار الجنرالات في (إسرائيل ).., و على سبيل المثال: عُقد مؤخرا مؤتمر في القدس المحتلة لهذه الغاية أكد فيه الدكتور ( آساف ديفيد ) من الجامعة العبرية: إن معاهدة السلام مع الأردن و الغزو الأمريكي للعراق العام 2003 لم تخلقا واقعاً جديداً من ناحية إسرائيل تُسقط فيه أي تهديد عربي من ( الجبهة الشرقية ) على الدولة العبرية..!
و لتبديد المخاوف الإسرائيلية القديمة الجديدة من الجبهة الشرقية دأبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تبديد المخاوف ( الصغيرة ) منها..أما المخاوف ( الكبيرة ) فتركتها للولايات المتحدة و ( أخواتها )... و آخرها الحملة الأمريكية المسعورة على العراق بحجة إمتلاكه سلاح نووي و التي انتهت العام 2003 بإحتلال بغداد عاصمتها و حل جيشه الوطني و إعدام رئيسه و قادته و قتل وتشريد الملايين من شعبه و نهب خيراته و نفطه و إعادته إلى عهد ما قبل الصناعة..
وعودة الى الخمسينات و الستينات فقد سعت ( إسرائيل ) الى تجنيد الآلاف من الجواسيس و في أكثر من ساحة عربية عُرف منهم الطيار العراقي ( منير روفا ) الذي هرب بطائرته الميج21 الى إسرائيل العام 1961 و التي كانت قمة الصناعة العسكرية العالمية في ذلك الحين و كذلك قيامها بتجنيد الجاسوس الإسرائيلي (إيلي كوهين) لمراقبة الجيش السوري في الجولان قبل حرب 1967 وقد كشفته الحكومة السورية فيما بعد و قامت بإعدامة في ساحة المرجة بدمشق و تطالب إسرائيل الآن بجثته و كذلك قيام الطائرات الإسرائيلية بضرب المفاعل النووي العراقي العام 1981 قُرب بغداد و تدميره...
و في الضفة الغربية و حتى إحتلالها العام 1967 قامت (إسرائيل) بالإعتداءات المتكررة على العديد من البلدات و القرى الحدودية في قبيه و نحالين و حوسان و السموع و غيرها والتي إنتهت باحتلالها للضفة الغربية أي فلسطين كلها في حرب فرضتها اسرائيل 1967..كما ان معركة الكرامة اذار 1968هي واحدة من المخاوف الاسرائيلية من الجبهة الشرقية..!
إضافة الى إلاعتداءات الاسرائيلية على العديد من البلدات و القرى السورية واللبنانية والتي لم تتوقف حتى الآن يجري اثناءها اختطاف رُعاة لبنانيون من قرى لبنانية حدودية و لأكثر من مرة.. وتعتبرهم مقاتلين كما يمكن اعتبار جميع الغارات الاسرائيلية على لبنان وسورية هي واحدة من المخاوف الاسرائيلية من الجبهة الشرقية..
و قبيل إندلاع ما يسمى الثورات العربية اتهمت (إسرائيل) سوريا بإمدادها المقاومة اللبنانية و الفلسطينية بصواريخ بعيدة المدى منها صورايخ سكود.. و قد نفت سوريا الإتهامات الإسرائيلية و إعتبرتها ذرائع إسرائيلية جديدة لتوجيه ضربة عسكرية إليها و فعلاً قامت إسرائيل بعدها العام 2008 بإغارة على موقع سوري زعمت أنه مشروع نووي سوري اضافة الى نزع السلاح الكيماوي السوري والذي تم وبطلب اسرائيلي وضغط امريكي واوروبي...!
و للتذكير...
قول ل ارائيل شارون :كل مخاوفي من الجبهة الشرقية انها تغفو ولكنها تستيقظ وبقوة..!
الراي