لست هنا أوظف عنوان الفيلم الكوميدي لعادل إمام الذي يحمل هذا الإسم, لكن فعلا هناك إرهاب وهناك كباب, والإرهاب معروف فهو ترويع الناس وقتل كل من تصل اليه رصاصة أو سكين أو حتى حجر, وهو يقع تحت أسماء عدة, ديني وغيره الكثير, لكن بما أننا نقف اليوم أمام إرهاب « داعش « فحتما سنستدعي نهفات هذا التنظيم المضحكة , لكن خلف هذه السخرية السوداء ثمة كثير من الحزن وكثير من الحسرة وكثير من الأسف .
الحزن على إختطاف الدين لمآرب والحسرة على شبان وشابات أخذهم هذا الفكر المنحرف والحسرة على عقول خلق الله لها كل مقومات التنوير لكنها أبت الا أن تكون جاهلة .
كل تلك التأوهات التي سقتها أصرفها على شباب وشابات لا أقول أنهم وقعوا فرائس لهذا التنظيم ولا أقول إنهم أستدرجوا أو أنهم ضحية تضليل ديني أو عقائدي أو إغراء مالي و ذلك الوعد الذي يعقب الموت الذي يسمح لهؤلاء أن يأخذوا في طريقهم الكثير من الأرواح وأن يسفكوا الكثير من الدماء فهذا هو الدليل كما يعتقدون الذي سيقودهم الى طريق تحقق الوعد .
في ظل سخونة الأحداث ضجت مواقع التواصل بكثير من السخرية, فنال الحكومة ما نالها لكن الأهم هو أن الحدث تفتق عن خفة ظل عجيبة لكن لطيفة , فالأردني لم يعد صاحب كشرة وهو قادر ليس على ترديد النكتة بل إبتكارها .
كل ذلك ليس مهما , لكن ما هو لافت أن الرد على طروحات داعش وفتاويها ومبادئها إن كان ثمة مبادئ يتم الآن بالسخرية , وهو ما نفع فيما لم ينفع مع هذا الفكر الظلامي كل وسائل التنوير, فللنكتة معناها الجاد وتأثيرها الأبلغ ومساحتها للتفكير والتدبير بعد أن تسكن القهقهة , ويتبصر العقل .
فمثلا, أن الطريقة الوحيدة لجعل داعش تهاجم إسرائيل هي إقناع التنظيم بأن إسرائيل دولة إسلامية .
هذه النكتة ليست كوميديا سوداء ولا تمت للسياسة ولا للصراع بصلة , هي تقول فقط أن داعش لم يحسن حتى الآن سوى مهاجمة المسلمين وضحايا عملياته الإرهابية من المسلمين أضعاف مضاعفة لمن يحلو لهم تسميتهم بالصليبيين , نعم يا سادة نحن في فقههم مرتدون وقع علينا القتل , أما بالنسبة للصليبيين واليهود فيكفي محاريتهم وردعهم بأسلوب الترهيب وما أن ينتهوا منا, من يدري فقد يجدوا مساحة من الوقت بعد ذلك لحروب أخرى .
ماراثون الفتاوى الداعشية المثيرة للجدل لم يتوقف مثل التبرع بنصف كيلو من الدم لقاء تسيير معاملات الناس, أو تلك التغريدة التي كتبتها صفحة مؤيدة للتنظيم ووجّهت التحية لنجم الأرجنتين ليونيل ميسي لتسجيله هدف الفوز على المنتخب الإيراني في مباراتهما: “وقد حيته بأفضل تحية ودعته إلى صفوف الجهاد، ولقبته باسم أبومهداف الأرجنتيني وووعدته بتنصيبه أميرًا على أمريكا الجنوبية وما حولها ومنع النساء الخروج خلال ساعات الصيام ومع مرافق من أقاربها الذكور بعد صلاة المغرب و منع المرأة من استخدام الهاتف المحمول طيلة شهر رمضان لذلك قررت النسوة في المناطق والقرى والمدن التي طرد منها التنظيم خلع الحجاب إحتفالا بتحررهن من سيطرة داعش.
لا تعكس هذه النكات رغبة في الضحك بل رفض لمثل هذه الطروحات التي وظفت الدين بأقبح طريقة تم توظيفه بها أبدا وفي ذات الوقت رفض هذا التيار الضال , ومع ذلك فإن هناك من الشباب المتعلم والفتيات المتعلمات ممن وجدوا فيه ضالتهم وخرجوا عن الملة وتبعوا هذا الزيف مثل ذلك الأب وتلك الأم إذ لفا خصري إبنتيهما ذواتي العاشرة والتاسعة من العمر بأحزمة ناسفة , هذا هو الشكل الجديد لوأد البنات , ومن يرى غير ذلك عليه أن يتفحص عقله .
تحية إكبار لأبناء الأردن في الكرك الذين أثبتوا رفضهم لهذا الفكر الهدام الذي لا يجيد سوى لغة القتل والتدمير , وإن كانت الهبة الكركية كشفت عن رجولة وصلابة وغيرة , فقد رافقت هذه المواقف خفة ظل ساخرة من قدرة هذا التنظيم البائس واليائس على ترويعهم وتهديدهم وقد شاهدنا في عشرات الفيديوهات التي سجلها كركيون تابعوا الحدث وكانوا جزءا منه وما حملته من تعليقات ساخرة وضعت التهديد في مكانه الدنيء رغم مساحات الحزن على الشهداء ..
الراي