لا وطن للارهاب .. الوطن للطيبين
الاستاذ الدكتور سليمان الصرايرة
23-12-2016 01:19 AM
لقد اثبت الايام الاخيرة رغما من انها كانت صعبة على كل الاردنيين ، ان الشدائد والمحن توحد الاردنيين وتجعلهم اكثر صلابة في مواجهة التحدي الذي يواجههم . وقد اظهر حتى من كان في عين العاصفة من الاردنيين خلال ايام المواجهة مع المجموعة الارهابية التي حاولت النيل من وحدة الاردنيين وامنهم واستقرارهم من خلال بوابة الكرك الآبية ، ان الوطن بالنسبة اليه هو الاغلى والاثمن ، وان كل ما عداة رخيص .
لقد اظهرت الايام التي مرت معدن الاردنيين الرائع ووحدتهم خلف مؤسسات الدولة من الاجهزة الامنية المختلفة وقيادتنا الهاشمية الحكيمة . حتى ان من مسه الضر بسبب انتماء تلك المجموعة الارهابية اليهم نسبا ، كانوا الاكثر حكمة ووطنية من بين الاردنيين وكانوا في صف وطنهم وعبروا عن رفضهم للارهاب اي كان مصدره وفاعليه .
واننا كاردنيين علينا التأكيد بشكل حازم ان الارهابي لا انتماء له ، سواء كان عشائري او ديني او اقليمي ، وانه نبتة شيطانية ظهرت في غير مكانها الطبيعي وان مصيرها الاقتلاع والى غير رجعه . وهذا ما ظهر في سلوك الاردنيين جميعا فهم على يقين ان الارهابيين لا يمثلون الا انفسهم القبيحة فقط ، وان العشائر والعائلات التي ينتمون اليها نسبا هي بريئة منهم ولا تحمل وزر افعالهم الدنيئة . وانها مثل غيرها من العشائر الاردنية تحمي الوطن بحدقات العيون .
ان العشائر الاردنية والتي نفتخر بها جميعا ، على امتداد الوطن قدمت الشهداء على الدوام في سبيل حماية الوطن من مخاطر كانت تتهددة ، وانه ما من عائلة اردنية الا ومنها شهيد يحفر اسمه في سجل الخالدين من ابناء الوطن . وعليه فان من كان مشاركا في الاعمال الارهابية من مجموعة الحمقى المغفلين ، التي مست الكرك مؤخرا لا يمكن باي شكل ان يكون ممثلا لاهلة وعشيرته لانها منه براء .
واننا في جامعة مؤتة ومن خلال دورنا في صياغة وبناء الاجيال نقوم بكل ما يملية علينا الواجب والانتماء الوطني ، نقوم من خلال هذه المؤسسة التي خرجت الاف الكوادر التي تحمي الوطن وتنتشر في كل مؤسساته الامنية ، بتنفيذ برامج متعددة واسعة والطيف تمتد من برامج الترفيه الى برامج الاعداد الوطني ليكون الطالب محصنا ضد كل الافكار التي لا يقبلها المجتمع الاردني وديننا الحنيف .
حيث نفذت الجامعة ولديها برامج للمستقبل في تأهيل وتعزيز طلبتها بقيم التسامح والحوار وقبول الاخر والابتعاد عن التطرف والاقصاء ، والتشديد على ان التطرف هو الطريق نحو العنف بكافة اشكالة .
وقد عقدت الجامعة مئات الندوات وورش العمل والدورات التدريبية وبرامج حوارية والتي تعمل على توعية الطلبة بمظاهر التطرف والافكار الارهابية والمخدرات وكافة انواع الوسائل التي تؤدي بالطالب على الطريق الخاطىء .والتأكيد على ان الوطن لجميع الاردنيين وان عليهم جميعا حمايته والدفاع عنه .
وقد اظهر الطلبة مؤخرا وعلى خلفية الاعتداءات الارهابية بالكرك انهم مثال للشباب الاردني الواعي ،والحريص على وطنه . حيث نظم الطلبة وقفات احتجاجية للتعبير عن رفضهم للاعمال الجبانة ووقوفهم خلف القيادة الهاشمية الحكيمة والاجهزة الامنية في تصديها للارهاب وذودها عن الوطن وحمايته .
وانني ادعو الطلبة الاعزاء الى الحرص واليقظة في مواجهة مختلف حالات الاستغفال باسم الدين الحنيف والتي لا تخدم سوى التنظيمات الارهابية ، والى راح ضحيتها العديد من الشبان ومن بينهم من كان مشاركا بالاعتداء على الوطن مؤخرا . وانا يكونوا جنودا مجهولين ومنذورين للوطن كما هي حال الجندي الذي يحمل البندقية لننام آمنين في منازلنا .