في أكثر من مناسبة، أكد الرئيس المقبل للولايات المتحدة دونالد ترامب أن لديه خطة محددة وواضحة لتحقيق نصر كامل وحاسم على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ( داعش) ومحوها من الوجود.
تقتضي هذه الخطة أن يرسل ترامب إلى سوريا قوات أميركية ذات تعداد كبير لتمسح داعش عن وجه الأرض ثم تعود مباشرة إلى قواعدها في أميركا، بحيث لا تتورط أميركا في شؤون ما بعد داعش.
مع ذلك فقد قال ترامب في مناسبة أخرى إنه سيعطي وزارة الدفاع (البنتاجون) ثلاثين يوماً بعد تسلمه لمقاليد السلطة لتزويده بمشروع عملي حول الموضوع، كما لاحظ أن خطة استرداد الموصل في العراق، وهي من إعداد الإدارة الأميركية السابقة، هي خطة كارثية محكومة بالفشل.
خطة ترامب تتجاهل تعدد اللاعبين في هذه الحرب مثل: النظام السوري، حزب الله اللبناني، روسيا، تركيا، إيران، السعودية، قطر، الأكراد، وعشرات المنظمات الإسلامية المسلحة العاملة في سوريا بما فيها النصرة المشتقة من القاعدة.
وهنا نلاحظ أن المليشيات الكردية، ذات الفعالية القتالية، تكاد تكون الجهة الوحيدة المؤيدة لأميركا والمتعاونه معها، ومع ذلك فإن هناك قيوداً لا بد من مراعاتها للمدى الذي يمكن أن يذهب إليه التعامل مع المنظمات المسلحة الكردية، لأن ذلك يثير مخاوف تركيا التي تعتبر الأكراد العدو الاول والأخطر على أمن تركيا حليفة أميركا.
يذكر المحللون ترامب بأن إرسال قوات أميركية كبيرة إلى سوريا، ونقل وإدخال معداتهم ولوازمهم يحتاج لأسابيع وربما أشهر، مما يتطلب تنسيقاً كاملاً مع روسيا والنظام السوري إذا كان جاداً.
من المؤكد أن سوريا وروسيا ستكون سعيدة بخطة أميركية من شأنها دخول قوات أميركية ضخمة والقضاء على داعش ثم مغادرة البلاد كلياً.
خلافاً لإدارة أوباما التي كانت وما زالت تطالب بحلول سياسية لإنهاء الصراع، فإن ترامب يأخذ بسياسة الحسم ولا يقبل إضاعة الوقت ولو كان معنى ذلك أن يغادر سوريا بسرعة تاركاً خلفه شعباً في حالة يرثى لها.
الأسوأ من ذلك أن خطة ترامب – على فرض نجاحها – لا تحول دون بروز بديل عن دولة «داعش»، فداعش لم تأت ِ من فراغ، ذلك أن أميركا التي احتلت العراق ودمرت الدولة العراقية هي التي أوجدت الظروف التي أنتجت الإرهاب وعلى رأسه داعش.
في ظل حكومة رجل الأعمال والمستثمر العقاري دونالد ترامب، على العالم أن يتوقع المفاجآت.
الراي