إلى "سائد " ورفاقه .. " دَينكم " في رقابنا كبير
حمزة المحيسن
21-12-2016 10:06 PM
في ليلة موقعة القلعة الأليمة وبعد ان أجهز نشامى الجيش والامن والدرك على المجرمين وفاضت ارواح الشهداء - بإذن الى الله - الى بارئها ، ذهب كل أردني إلى وسادته ليخلد في نوم مطمئن مريح ، رغم الألم و رغم الوجع ورغم الحزن الذي سكننا حزنا" الإ اننا نعم نمنا ، أما زوجات واطفال وآباء وأمهات وأشقاء سائد، محمد ، شافي ، يزن، صهيب ، علاء ، حاكم ، إبراهيم، وضياء ....أقسم وأجزم بانهم ما ناموا ، نعم هم فخورين بأرواح فلدات أكبادهم التي ضحوا فيها من أجلنا ، لكن غصة الفقدان والحرمان لهم ستبقى ساكنة في قلوبهم مدى الحياة .
" فكندة سائد المعايطة " الطفلة الجميلة الصغيرة وكل أطفال الشهداء لن تدرك طفولتهم البريئة ان آباؤهم ذهبوا ولم يعودوا ، ستبقى " كندة " واطفال هؤلاء الأبطال ينتظرونهم في كل ليلة ينتظرون قصة وقبلة دافئة وحانية تضفي على وجناتهم وفي قلوبهم الحنان والدفء قبل نومهم ، وسيفتقدون الى ايدي حانية كانت في كل ليلة تتفقد لحاف النوم ليغطي أجسادهم حتى لا ينال منهم البرد ، وسيبقى هؤلاء ينتظرون رفقة وصحبة ذلك الأب الحاني الجميل في صباح كل يوم لإصطحابهم الى المدرسة ، يا إلهي كان الله في عون " أم كندة " وأمهات الابطال إذا سألهم أطفالهن " أين ابي يا أمي ...؟! لقد طالت الغيبة يا أمي فانا أشتقت الى ابي ؟! .
انني كأردني من بين الملايين الذي يعيشون على هذه الأرض الطيبة والمباركة ومعي هؤلاء الملايين مدينون لأبطال قلعة الكرك من مواطنين وامن عام وجيش ودرك الذين داسوا المجرمين الأوغاد وضحوا بارواحهم لنعيش ونبقى رغما عن المجرمين الاوغاد ، مدينون لهم بعد الله عن كل لحظة نعيش فيها وأطفالنا في أحضاننا وعن كل لحظة قريبون فيها من آبائنا وامهاتنا واحبابنا وأصدقائنا وعن كل لحظة نمارس فيها اعمالنا بل وعن كل لحظة نعيش فيها في حياتنا ...فدم الشهداء فيه الحياة لنا وللوطن ومن فيه سكن .
فأي وفاء هذا الذي يليق بكم انتم يا أهل الشهداء ..؟! إستحالة ان نقدم شيئا يساوي دموع كل ام فقدت بطلا كان تقبله ويقبل يديها في كل لقاء وحاضرا معها في دعائها بكل سجدة من صلاة الفجر الى العشاء ، أو شيئا يساوي وجع كل أب مكلوما في فقد بطل كان يستند ويتوكأ على كتفه في مشيه ويرافقه في سفره ، أو يساوي ألم وحزن كل أخ فقد بطلا كان يناديه إذا تألم ( آآآخ ) موجوعا ( آآخ ) ، او يساوي دمع كل أخت فقدت أخا وبطلا حانيا كان في حبها مسكونا .....
يا أهل الشهداء " دينكم " في رقابنا كبير وكبير..... ولكن عهدا منا اليكم ان تبقى كوفياتنا " مقلوبة " حتى ننال من اوكار هذه الفئات الضالة المضلة ونجتث جذورها من ارض وطينة البلاد التي لا يعيش فيها الا الجذر الطيب المتأصل من جذورشجرة الإسلام دين الرحمة والتسامح والسلام ، وسيبقى العلم مرفوعا - بإذن الله - فوق قلعة الكرك وفوق كل بقعة من بقاع هذا الاردن الطيب وسيبقى الشهداء- بإذن الله- ، سائد ، محمد ، شافي ، يزن، صهيب ، علاء ، حاكم ، إبراهيم، وضياء ومن سبقهم من معاذ الى راشد حاضرين في دموعنا حينما نغني نشيد العلم فالنشيد للوطن والعلم لا يليق الا بامثال هؤلاء الكوكبة ومن سيرتهم نستمد الهمم للتضحية في سبيل الله ثم في سبيل الوطن ...عاش الوطن ...عاش الوطن ...عاش الوطن .