الخصاونة: سيبقى الأردن عصياً على الفكر الإرهابي
مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة - إرشيفية
21-12-2016 09:11 PM
عمون - مجحم الخواجا - أكد مفتي عام المملكة، الشيخ عبد الكريم الخصاونة، أن الإرهاب يسلك مسلك الإجرام والتخريب لتحقيق أهدافه العدوانية عن طريق القتل والاغتيال والإرهاب والتدمير ونشر الشائعات والتهديد والاعتداء.
وقال الخصاونة لـ"عمون": سيبقى الأردن عصيّاً على الفكر الإرهابي الظلامي الجامد، بفضل تعاليم الإسلام السامية، وبرسائل وخطابات جلالة الملك المستنيرة، وبالمؤسسات الدينية التي تدعوا إلى الفكر الإسلامي النيّر الذي يؤكد على الاعتدال والوسطية والبعد عن التطرف والإرهاب.
وزاد الخصاونة إن هؤلاء الإرهابيين خارجون عن جماعة المسلمين ويحاولون أن يشقوا صفهم ويمزوقوا كلمتهم ويعملوا على إيجاد شرخ بين الراعي والرعية.
وأضاف أن هذه الفئة الإرهابية الضالة قد استحلّت الفساد في الأرض بالقتل والنهب والهدم، ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم شرالخلق .
وأشار إلى أن هؤلاء الإرهابيين ليس لهم علاقة بتعاليم الإسلام؛ لأن مبادئ الإسلام سامية سمحة، وهو عدو للإرهاب، مستشهداً بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
وقال أن الإسلام دين الرحمة، (والراحمون يرحمهم الرحمن) أما الإرهابيون فيستحلّون الحرمات ويسفكون الدماء ويزعزعون الأمن، والله تعإلى قال: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
وأضاف أن الأردن بلد آمن مطمئن، يسعى للأمن والاستقرار، وقد حذّر جلالة الملك عام 2004 في رسالة عمّان من الإرهاب، ودعا إلى رسالة الإسلام المشرقة السمحة كما دعا إلى المحبة والمودة.
وتابع: يجب علينا جميعاً في هذا البلد المبارك أن نُحصّن أبناءنا وشبابنا وشاباتنا من الفكر الظلامي الجامد الهدام، وأن نعمل على تنويرهم وتوجيههم نحو فكر الإسلام السمح المتسامح، الذي ينبض بالحب والرحمة.
وأشار إلى أن هذه الأحداث الأليمة تزيد الأردنيين جميعا التفافاً حول القيادة الهاشمية الفذة، وحول مؤسساتنا الأمنية الشجاعة، وهذا ما نلاحظه عند وقوع الأحداث والفتن فإن الأردنيين يتمسكون بدينهم وبقيادتهم الهاشمية ويبقون صفاً واحداً في وجه المنحرفين الشاذين عن مجتمعنا الأردني وقيمه.
الدكتور القضاة: الجزء الأكبر من الوعي يقع على عاتق المواطنين
بدوره، قال المتخصص بإدراة الأزمات والكوارث في جامعة آل البيت، الدكتور علي القضاة، أن الأردن محاط بجوانب ملتهبة من شماله وجنوبه، وبالتالي يجب ان نكون مستعدين لمواجهة مثل هذه الاحداث.
وأشار إلى أن الجهات الأمنية تقوم بواجبها بشكل طبيعي لكن يجب أن يكون هناك تحسين مستمر على أدائها وإمكانياتها.
وزاد: يجب أن نعلم أن الجزء الأكبر من الوعي يقع على عاتق المواطنين بحيث يجب الإبلاغ عن أي حركة أو نشاط يشتبهون به في أي مكان كان أيًّا كان فاعل هذا النشاط سواء أكان قريب أو جار أو صديق أو زميل في العمل أو حتى من مشاهدتنا في الشارع والمكان المحيط بنا ، لان ليس من المنطقي أن نضع شرطي في كل شارع أو على كل عمارة أو كل بيت.
وقال أن الشهداء الأبرار قد جادوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن وقدّموا ما عليهم، أما الواجب على الأحياء ان يقدموا كل ما بوسعهم وكل ما يمكن ان يقدموا من اجل تعزيز مستوى المنظومة الأمنية في بلدنا .
وأضاف الدكتور القضاة أن الأمن ليس مجرد شرطي أو دركي أو فرد من أفراد القوات المسلحة؛ الأمن مفهوم شامل يهتم في كل تفاصيل حياتنا، ولا بد من تعزيز هذه المنظومة الأمنية بكل نواحي الفكر والتعليم في الجامعات والمدارس، وأضاف أن تعزيز مستوى العدالة والشفافية بين أفراد المجتمع وهو جزء من المنظومة الأمنية كذلك.
ولفت إلى أن محاربة الفساد والمحسوبية والواسطة ووجود إعلام حر ونزيه وشفاف ومسؤول جزء من المنظومة الأمنية أيضاً، والأمثلة في هذا السياق كثيرة .
وتابع: في نفس الوقت الذي يتعاون فيه المواطنون مع الجهات المسؤولة بإدراة الأزمات، إلا أننا يجب أن نرتقي إلى المستويات المثالية للتعامل مع هكذا حالات، يجب ان نبتعد عن أسلوب الفزعة والعمل غير المنظم والتشتت وغياب التنسيق، ويجب ان نعمل تحت مظلة وطنية لادارة الأزمات وهي المتمثلة في المركز الوطني للامن وادارة الأزمات حيث كان التعامل مع هذا الأزمات فريداً في شكله ومضمونه عندما تمت ادارة الأزمة بكل تفاصيلها من خلال المركز الوطني للأمن وإدراة الأزمات ، وكلٌ حسب اختصاصه.