في الوقت الذي تعيش فيه عمان "رفاهية" سياسية .. لا اقتصادية .. من الحديث في الدولة المدنية .. الى الحديث قي اللامركزيه ... وما أدرانا مالمدنية وما اللامركزية ... الى الحديث أيضا قي الحريات للمواطنين الشواذ وما أكثر "الشواذ".. لا في الحريات للمواطنين العاديين ... نجد سماء عمّان تتلألأ وقد نافست عصور ما بعد "الحداثة" بأشواط في استعراض المفاهيم المنمقه فقط لا غير .. حيث سابقت عمّان لا الاردن .. دول عالم الأول في هواية "جمع طوابع" المفاهيم والعناوين والمصطلحات التي لا نفقهها ولا نُحسن حتى فن لفظها ... تسقط من أعالينا فجأة .. لتلهينا عن قضايا ملحّة وعاجلة ... فأي رفاهية تعيشيها أنتي يا عمّان!!
وفي الوقت الذي لا يزال ينشغل فيه الأردنيون الحديث في جدوى استبدال اسم يزن بدلا من محمد للحد من اّفة التطرف ... وانغماسهم في قصص فساد 40 الف دينار رواتب شهرية .. و"صقفات الباص السريع ... والتجاوزات في التعيين ... وسياسات "البراشوتات" ... التي لو تم استثمار هذه الرواتب وهذه الصفقات لأمكن لسد رمق أهالي محافظات "شقيقة" لعمان ... يعيش أطراف معدودين هناك ... في رفاهية التنظير من بعيد ... يتلاعبون بنا بين هذه المصطلحات ... وشقيقات عمّان هناك .. يشكون اللّظى من لوعة البطالة والجوع والفهر ... وتفشي معدلات الانتحار والجرائم المنظمة والمخدرات ... فأي "هناء" وأي "رفاهية" تعيشيها أنتي اليوم يا عمان؟!!
دروس وتوصيات من الكرك!
أهم الدروس التي يمكننا قرأتها أن وتيرة التهديد وأشكالة تتبدل وتتشكل أسرع من منظومة الأمن التي ننتهجها اليوم ... ولطالما نعلم جيدا أن سياسات الأمن تتشكل وتتغير مع تغير طبيعة وشكل التهديد .. علينا أن نكون يقيظين في التعامل مع هذه المتغيرات السريعة, وخاصة وأن التهديد الخارجي ينتقل من مرحلة "داعش الأول" الى مرحلة "داعش الثاني" والتهديد الصفوي فكلاهما للأردن في الخطر سواء, ومن هنا يجب أن نراعي في أدبياتنا الأمنية ما يلي, يكون فيها المواطن قبل الضابط في المسؤولية في غاية الأهمية, ومن أهمها:
1. التفريق بين الاجتهادات من جهة والمسلمات من جهة اخرى: من الهام للغاية الوقوف مع اجهزتنا الأمنية بكل ما تحملة الكلمة من معنى خاصة خلال هذة الايام العصيبة, يكون أقلها بعدم القاء اللوم وتوجية النصائح لهم في حادثة لأن هذا يدخل من باب "المسلمات", أما في السياسات الحكومية لا مانع بل من الواجب الولوج في باب الاجتهادات والانتقاد البناء (وما أكثرها اليوم)!
2. حب الوطن لا يكفي .. كيف نحب الوطن أهم بكثير: منذ حادثة الشهيد الكساسبة بدأنا نوعا ما نشعر "بالاقتتال" في التعبير في حبنا للوطن ... علينا أن نعلم جيدا أولويات أمننا الوطني جتى نعرف كيف نعبر عن حبنا لوطننا بانسجام واتزان وهذا للاسف ما غقلته مناهجنا التعليمية منذ سنوات!
3. على الحكومة أن تعلم جيدا أن الخطاب السياسي أهم من الاصلاح بكثير وأن تعي أيضا جيدا أن العالم قد تغير وكذلك الحال هنا .. وأن حقيقة أن المواطن جائع لا يعني أنه بالضرورة لا يسمع ... لا يعي .. لا يرى! ومن هنا من الضروري الى الارتقاء الى مستوى يليق بها أولا وبه ثانيا حتى يكون الأخير ليس بالضروري موافقا بل على أقل تقدير مقنعا !
الخاتمة: حمى الله أردننا ومليكة وشعبه وسماءنا وأرضنا خير حماية وخير رعاية ... اللهم أمين... اللهم أمين.