كلّما طرق الإرهاب باب الأردن يسمع جواباً واحداً من كل الأردنيّين نساءً ورجالاً شباباً وشيوخاً، وهو؛ لقد أخطأت في العنوان فهناك نشامى ونشميات يقفون لك بالمرصاد .
وقد حاول الإرهابيّون الكفرة الفجرة اكثر من مرّة ان يخترقوا حمى الأردن وسيادته ولكنهم فشلوا، وفي هذا العام 2016، حاولوا مراراً ففي يوم الأحد في الثامن عشر من كانون الأوّل جرّبتَ أيها الإرهابيُّ في الكرك وقلعتها الأبيّة فداستك بساطير النشامى من الأمن العام ورجال الدرك ويوم الإثنين في السادس من حزيران حاولت في مخيّم البقعة وكانت نهاية المجرم الحكم بالإعدام ويوم الثلاثاء في الواحد والعشرين من حزيران حاولت خزاك الله في الرقبان بينما رجال الجيش العربي يقدّمون العون والغيث لضيوف الأردن من الهاربين من جحيم المعارك في وطنهم ويوم الأربعاء في الثاني من آذار استعرضت عضلاتك المضمّخة بالدم والدمار في اربد فما واجهت سوى رجال يستحْلون الموت فداء للأردن الأغلى على قلوبهم وكل الشهداء توجّهوا لربِّهم باسمين سعيدين بما سيلقونه شهداء بجانب سيِّدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام شفيع أمّتنا يوم الحساب العظيم فما بقي لديك ايها الخسيس إلاّ ان تبتعد عن ثرى الأردن لأنه عصِّيُ على امثالك.
وهذه وغيرها مفاصل هامّة في تاريخ الأردن والأردنيّين منذ بداية القرن الحالي وخاصّة منذ ان اخترع العالم الأقوى نظريّة مكافحة الإرهاب وأُوجدت تنظيمات مسلّحة تتاجر بالدين الإسلامي وهي خارجة عنه وهم الكافرون المشركون بعينهم اللذين امرنا الله بقتالهم في سورة التوبة (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) صدق الله العظيم .
إن هي إلاّ فزعة الرجل الواحد حيث يتوحّد الشعب بكامله رغم الألم في داخله خلف جيشه العربي واجهزته الأمنيّة مقدِّما بكل عفويّة وصدق ما يملك من روح وجسد وما تبقّى لديه من مال وطعام وعقار فداء لوطن هو الأعزُّ والأغلى ولا يفكِّر في تلك اللحظات سوى بان يبقى الأردن وطنا سيِّدا عزيزا وان تبقى حدوده مصانة عصيّة على أيِّ معتد آثم تمتد يده بالشر ليقطعها اصغر طفل اردنيْ .
نعم في لحظة الفزعة نتشنّج ونحن نرقب اي جديد وقلوبنا تكون خاشعة داعية بالنصر لجنودنا البواسل والأجهزة الأمنيّة المختلفة واعيننا دامعة مع كل شهيد وجريح نسمع عنه والسنتنا تدعوا بالسلامة للنشامى في جميع الأجهزة المشاركة في صد العدوان وردع الإرهابيّين وبالرحمة والغفران لشهدائنا الأبرار وبسرعة الشفاء لجرحانا البواسل ذاكرين قوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) صدق الله العظيم .
وبعد انتهاء الفزعة بفترة لا تتعدى يومين تبدأ الهموم اليوميّة بالعودة الى السطح بدءاً من التحليلات المستفيضة والسيناريوهات المختلفة وثم يبدأ الحديث عن الهموم اليوميّة بداية من عدم المساواة وغياب العدالة وتفشّي الفساد والغلاء وارتفاع الأسعار وتجمُّد الرواتب والفجوة في المداخيل والشلليّة في التعيينات والمكاسب وغيرها من سخط الله والحكومة على الفقراء من الشعب ممّن كانوا بكل عفويّة وبصدق مستعدين لبذل الأرواح فداء للوطن الأعز الذي لا تستطيع الحكومة فيه إطعامهم الخبز او تأمين الحليب لأطفالهم بعد ان جفّ الحليب من صدور امهاتهم من هول ما يتابعن من اخبار الحروب ومشاهد الدم والدمار في المنطقة التي نعيش فيها .
والحاكميّة الرشيد ة للحكومة هي التي تستطيع الربط بين حالة الفزعة لدى المواطنين مع الحياة اليوميّة لهم بحيث تخلق جبهة داخليّة قويّة ومتماسكة باستمرار ممّا يجعل من تلك الجبهة الداخليّة سندا للجيش والأجهزة الأمنيّة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتحقيق التنمية المستدامة لشعبها باستمرار من اجل رفاه الشعب وتيسير سبل عيشه .
وحيث ان الفزعة والتضحية من اجل الوطن ليست حالة بحاجة للإعداد والتصميم المسبق بل هي حالة عفويّة متأصلة في قلب المواطن وعقله وتملأ كافة شرايينه ولا يستطيع ان يتجاهلها او لا يستجيب لها لأنها غير مرتبطة بأيِّ ظرف خارجي فهي لا تتأثّر بجوع او خوف او بطالة او ظلم او اسعار او موسم معيّن او غير ذلك، إذ انها مرتبطة فقط بالانتماء لتراب الوطن ولدفء أحضانه ,بينما الحالة الأخرى وهي الحاكميّة الراشدة في الحكم بحاجة لإرادة في اتخاذ القرار والسير فيه بشكل يرضي المواطنين كافّة وفوق ذلك يرضي الله وصاحب السلطات الثلاث في البلد .
والحكومات تعمل باستمرار على ايجاد حالة من الرضى لدى شعبها لتحقيق الاستقرار الإقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني في المجتمع وتكون الحكومة والجيش والأجهزة الأمنيّة والشعب كلُّهم في خطِّ واحد دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة المواطن في كل الظروف المريحة والصعبة وليس فقط في حال الأزمات وضرورة الفزعات فقط دون ايِّ تحسُّس من المواطنين او تشنُّج من المسؤولين في الحكومة او اي تناقض او تهويل من المؤسسات الإعلاميّة الخاصّة او تقصير او تعتيم من الوسائل الإعلاميّة الرسميّة وتكون المسيرة تسير بسلاسة من اجل مصلحة الوطن الأغلى ولذلك يكون الحل في ان تتمكّن الحكومة من تحقيق الإستدامة قبل والى جانب الفزعة في حال الأزمات .
رحم الله شهداءنا وشفى جرحانا وأبعد الإرهابيّين الخارجين عن القانون والدين عن حمانا ونصر الله قوات الجيش والأجهزة الأمنيّة التي ما زالت تطهِّر الموقع من الإرهابيّين الخارجين عن القانون في الكرك الأبيّة وحمى الله الأردن أرضاً وشعباً وجيشاً وأجهزة أمنيّة وقيادة من أيِّ مكروه وجعل الله كيد المعتدين في نحرهم وخزاهم الله وشتّت شملهم اينما اتّجهوا .
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com 20/12/2016