عقل داعشي مع إيماني أن داعش ما هي إلا مجموعة قامت بتأسيسها أجهزة أمن عالمية وبترتيب مع بعض الدول إلا أن هذا لا يعني بحال انّ كل داعشي على علم بهذه العمالة والارتباط ، بل الأكثرية من أعضاء هذا التنظيم هم من الذين تعرضوا لغسيل الدماغ وتم غرس مفاهيم دينية لدفعهم الى التضحية بأرواحهم بطيب نفس بل واندفاع لا مثيل له !! فالدين هو الدافع الأعظم للتضحية بالنفس والدم والمال لأنه يجعله يستخف بالحياة في سبيل حياة دائمة، فيها الجنان وحور العين والفوز برضى رب العالمين !!! رأينا أشرطة فيديو فيها تسجيل بالصوت والصورة لمثل هؤلاء الشباب وهم يمزّقون جوازات السفر وحديث لهم عن ردة أهلهم وذويهم بل حتى آبائهم وأمهاتهم فضلاً عن ردة الأنظمة والحكام وبناء عليه؛ فدماء كل هؤلاء مباحة ولهذا راحوا يقتلون الناس بدم بارد ، فالمسلم مرتدّ، وغير المسلم صليبي، وكلهم يستحقون القتل !!! متى تسرب هذا الفكر لمجتمعنا ؟ من الذي يساهم في نشره ؟ أين مؤسسات التوجيه ( البيت والمدرسة والمسجد والجامعة والنوادي والجمعيات ووسائل الإعلام المختلفة ) هل فينا من يروّج لهذا الفكر ؟ كيف يحكمون بردّة فرد هو معتز بدينه لكنه لا يرى رأي داعش ؟ ألم يقرأ هؤلاء أن الرسول عنّف صحابيا" استعجل الحكم وقال له : هلا شققت عن قلبه !! ألم يصل إلى مسامعهم حديث النبي القائل : من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ؟؟!! ألم يقرؤوا السيرة النبوية والتي كانت فيها معاملة النبي الراقية للناس حتى المنافق منهم ؟؟!! وحتى على فرض ردة إنسان فهل الأفراد والتنظيمات هي المعنية بها والمسؤولة عنها ؟؟ ولماذا لم يفكر أتباع داعش بقادتهم، من هم ؟ من يمدّهم بالمال والسلاح ؟ كيف استطاعوا أن يسيطروا على الأرض بين سوريا والعراق وهم لا يملكون سلاح جو يحمي هذه الأرض ؟ وهل يعقل أن يقف تنظيم لمواجهة ستين دولة على رأسها الدول الخمس الكبرى ؟ ألم يخطر ببالهم أنهم مجرد فخ لصيد الشباب المتدين من دول العالم ليحضروا من كل بقاع الأرض الى هذه المحرقة لاستخدامهم وقود معارك ما أنزل الله بها من سلطان ؟ وليكونوا الفزّاعة التي تبرّر قدوم الأساطيل والجيوش ومن ثم تدمير الحجر والشجر والبشر ؟؟ لماذا لا يتمتع هؤلاء الشباب بالوعي السياسي الذي يمكنّهم من القراءة الصحيحة للمشهد العالمي . إننا بأمسِّ الحاجة لتثقيف جديد عبر كل مؤسسات التوجيه كي لا يستمر النزيف الذي ندفع ثمنه جميعاً" .