لا وقت لبث الأحقاد وتصفية الحسابات
جياد آدم
20-12-2016 11:46 AM
* ليست المرة الأولى التي يستغل بها البعض ألم الأردنيين وجروحهم النازفة وغضبهم، عند مواجهة اعتداء إرهابي أثيم، ليحاول فيه البعض بث السموم وإثارة الفتنة والطعن بتماسك الأردنيين ووحدتهم من خلال إقامة مفارقات سمجة في غير مكانها وزمانها، تدعي السخرية تفرق بين الأردنيين على أساس الخلفيات الاجتماعية أو المواقع الوظيفية.. وتنتهز الفرصة للتشكيك بأبناء الوطن البارِّين، وبانتمائهم وولائهم.
• الأردنيون في الأزمات يتحدون ويقفون على قلب رجل واحد؛ جسداً واحداً متكافلاً متعاضداً يتوحد في الألم والهم والهاجس، كلٌّ من موقعه ويظهرون معاً أبهى صور التلاحم الوطني.. هذا ما شهده العالم في تفجيرات عمان 2005 وفي حادثة استشهاد البطل الكساسبة، وفي حادثة إربد وبطلها الزيود ورفاقه وإخوانه وفي البقعة والرقبان والآن في قلعة الكرك.. هذه صورة الأردن البهية الجميلة.. أما اصوات التفريق والمفارقات فهم حالة نشاز لا تعبر عن هذه الصورة الجميلة..
• يتناسى هذا البعض أن الشخصيات التي تم استحضار أسماء افتراضية نُسبت إليها، قدموا كابراً عن كابر التضحيات ووضعوا أرواحهم على أكفّهم دفاعاً عن الوطن واستقلاله ولبناء مؤسساته.. فالسياسيون الأردنيون الذين صمدوا وصابروا وثبتوا في عقود الخمسينات والستينات والسبعينيات وواجهوا بشجاعة وشرف كل التحديات خلف القيادة الهاشمية لم تكن تنقصهم الوطنية ولا الشجاعة ولا الإخلاص.. ومن هؤلاء من تعرض لمحاولات الاغتيال والنسف ولشتى المؤامرات تبعاً لمواقفه وبسبب ثباته. وكان من بين رؤساء الوزراء شهداء كبار نتغنى بهم وندين لهم بالكثير فهل كان ينتقص من شهادة هؤلاء الأفذاذ أنهم كانوا رؤساء للوزراء أو أنهم أبناء عائلات ميسورة أو أبناء وذوي زعامات سياسية واجتماعية معروفة!!
• ربما لا يعلم البعض أن موقع المسؤولية السياسية في الأردن طيلة عقود طويلة يعني أن من يشغله هم مشروع شهيد.. كم من سفير ودبلوماسي للأردن استشهد وهو على رأس عمله أو أصيب بعد ان كان مستهدفاً بالقتل.. فهل يجوز اليوم الطعن بوطنية وانتماء الدبلوماسيين الأردنيين لأنهم يعيشون في الخارج!! وهم يتقاضون الحد الأدنى من رواتب الدبلوماسيين في العالم وأقل من كل نظرائهم العرب،، وهم مستهدفون دائماً، وليست آخر حالة نذكرها حادثة اختطاف السفير الأردني في ليبيا منذ سنوات قليلة، وصور البطولة والثبات والعزة التي أثبتها السفير المحترم أثناء فترة أسره..
• الأردن في الأزمات تحديداً جسد واحد وقلب واحد وروح واحدة.. نؤجل فيه خلافاتنا واختلافاتنا ونقف معاً في خندق واحد ودفاعاً عن أردن واحد وابتغاء مرضاة ربٍ واحد.. كلنا مشاريع شهداء.. ومَن ينصب نفسه مكان الحَكَم على وطنية الناس ولم يفهم هذه الحقيقة ومَن يتصرف بخلافها فهو لم يفهم الأردن وليس جزءاً من هذه الصورة بل على النقيض منها..
• الجنود والقادة في الميدان وهم يقدمون الشهداء والدماء الزكية يدركون أن خلفهم ظهير قوي من سياسيين مستعدين للشهادة ودبلوماسيين يبذلون أرواحهم فداءً للأردن وامنه ومثقفين وفنانين وصحافيين يدافعون عن الأردن ويصونون أمنه بأقلامهم وإنتاجهم ووعيهم، وكلهم بالمحصلة جنود للوطن وكلهم مستعدون للشهادة من ميادينهم المتنوعة ومن الخندق نفسه..
• لا وقت للفرقة والتفريق والمفارقات ولبث الأحقاد وتصفية الحسابات القديمة.. الوقت كله للأردن ولوحدته والإخلاص له.