لقد واجه الأردن تحديات وأزمات عظيمة عصفت به طوال وجوده، وكان دوماً بفضل الله وحكمة قيادته الهاشمية وحنكة الدولة الأردنية والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - وأجهزتنا الأمنية والتفاف الشعب من أبناء الوطن حول قيادتهم ووطنهم, وذلك لأن الأردن دائماً أقوى من أي مؤامرة. إننا ندين وبكل ألم وحسرة الجريمة النكراء والعمل الجبان الغادر الذي تعرّض له أبناء الوطن الغالي في كرك المجد والشموخ والرفعة؛ الكرك القلعة الشامخة شموخ الوطن وعزته وعزة أبنائه المخلصين، واستشهد عدد من أبطال وأشاوس الأمن العام وقوات الدرك وأبناء الوطن المخلصين وسائحة كندية. إن هذه العملية الإرهابية تعبّر عن حقد وإجرام الذين قاموا بها ومن يقف وراءهم تخطيطاً ودعماً وإسناداً، هؤلاء الذين يسعون إلى زعزعة الأمن في وطننا الغالي خدمةً لأعداء الدين والأمة. رحم الله شهداءنا الأبرار وندعوا الله العلي القدير أن يشفي المصابين فهم منا ونحن منهم وكما قال الشهيد البطل وصفي التل "هم عيالنا". إنني أدعو جميع الأردنيين من شتى الأصول والمنابت إلى التعاضد والتلاحم والتماسك والتصدي لكل قوى الضلال والشر والدمار لنحافظ على وطننا الغالي, وبِوعي الشعب الأصيل الذي سيتصدى مع الأجهزة الأمنية لكل محاولات الفتنة والفوضى وصدّ قوى الظلام والتطرف وليبقى واحة أمن واستقرار في ظل القيادة الهاشمية المفدّاة. في كل أزمة أو إحساس بخطر على الدولة والوطن يُثبت الأردنيون صدق انتمائهم وولائهم وصلابة وقوفهم أمام الخطر الإرهابي وتلاحمهم ويُنبتون معدنهم الأصيل بفدائهم للوطن. قوات الدرك والأجهزة الأمنية وأبناء الكرك الأشاوس نابوا عن الأردنيين في حماية العمق الحبيب من وطننا الغالي كرك المجد والفخار من نجس الإرهاب، وحمل الكركيون أرواحهم على كفوفهم وهم يهبّون لنجدة الوطن والوقوف مع قوات الدرك الباسلة في الدفاع عن قلعتهم الشامخة شموخهم. كلنا الكرك وكلنا الأردن ولن نقبل بأن يعبث الغزاة الخارجين على القانون ويعكّروا صفونا وأمننا الغالي. اليوم للهيّة بالكرك رجال شجعان ولهم بالشجاعة والشهادة طول باع. وكما قال المغفور له المشير حابس المجالي " الكرك فيها رجال يحموها" حفظ الله الوطن الغالي والشعب الأردني الطيب من كل مكروه ودام عزك يا وطني تحت ظل القيادة الهاشمية المفدّاة. وستبقى قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة - الجيش العربي - والمخابرات العامة وأجهزتنا الأمنية التي تعمل بتوجيهات جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني المفدّى في طليعة المجاهدين عن الحق والعدالة وحماية الوطن وإنجازاته وصون كرامة المواطن وحقوقه في العيش بأمان وسلام.